الإعلامي محمد عمورة يثور في وجه السياسيين لتشبتهم بالكراسي

أثار الإعلامي المغربي محمد عمورة موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحاته النارية التي وجّه فيها انتقادات لاذعة للطبقة السياسية في المغرب،من منتخبين وبرلمانيين وخصوصاً رؤساء الأحزاب الذين تشبّتوا بمناصبهم لعقود دون أن يفسحوا المجال أمام الكفاءات الشابة لتجديد المشهد السياسي.
وفي تسجيل مصوّر تم تداوله بشكل واسع، قال عمورة بنبرة حادة:
“فاشلين ومتشبّتين بالكراسي… همّكم الوحيد هو السّلطة! عصرناكم وأنتم شباب، حتى صرتكم كُهول… بـــــــراكــــــة عليكم!”
وأضاف بنبرة لا تخلو من السخرية: “لو طلبتُ من أحد السياسيين يحاضر خارج أوروبا، لما استطاع! أغلبهم أميّون لا يعرفون القراءة!
وختم رسالته بدعوة مباشرة:
“سيرو ارتاحو شوية، خرّجو دُورو، زورو بلدان، وعطيّو تيساع… خَلّيو الشّباب يخدم!”
هذه العبارات كانت كافية لإشعال نقاش واسع حول مسألة تجديد النخب السياسية وغياب التداول الفعلي على المناصب القيادية داخل الأحزاب المغربية.

وتُعدّ إشكالية التشبّث بالمناصب والكراسي من أبرز المعضلات التي تعاني منها الحياة الحزبية ببلادنا، حيث يلاحظ الرأي العام أن عدداً من رؤساء الأحزاب ظلوا في مواقعهم لأكثر من عقدين، دون أن يفسحوا المجال أمام وجوه جديدة قادرة على مواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية.

هذا الوضع أدى إلى عزوف الشباب عن الانخراط في العمل الحزبي، بعدما فقدوا الثقة في نخبٍ سياسية تُعيد إنتاج نفسها بنفسها، وتغيب عنها روح المبادرة والتجديد.

رسالة عمورة لم تأتِ من فراغ، بل تعبّر عن غضبٍ شعبي متزايد من أداء الطبقة السياسية، خاصة في ظل تراجع الثقة في المؤسسات الحزبية، وضعف قدرتها على تقديم حلول واقعية لقضايا المواطن المغربي، مثل التعليم، والشغل، والصحة.

ويرى متابعون أن تصريحات الإعلامي جاءت كموقف رمزي من إعلامي معروف بجرأته، أراد من خلالها دقّ ناقوس الخطر، والدعوة إلى تداول حقيقي للسلطة داخل الأحزاب، بدل الاستمرار في مشهد سياسي “متحجّر” لا يعكس تطلعات الجيل الجديد.
تصريحات محمد عمورة، رغم حدّتها، فتحت من جديد النقاش حول ضرورة تجديد الدماء في الساحة السياسية، وفسح المجال أمام الشباب للمشاركة في صناعة القرار.
ويبقى السؤال الأهم:
هل سيتلقّى قادة الأحزاب هذه الرسالة بجدّية؟
أم سيكتفون بالردود الغاضبة، كما فعلوا دائماً؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.