الشرقاوي الروداني: القرار الأممي بشأن الصحراء والخطاب الملكي الاخير “يشكلان منعطفا استراتيجيا حاسما في مسار قضية وحدتنا الترابية”
في تصريح لموقع القناة الثانية اعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، الشرقاوي الروداني، أن القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية، والخطاب الملكي التاريخي الذي القاه امس الجمعة بالمناسبة ، “يشكلان معا منعطفا استراتيجيا حاسما في مسار قضية وحدتنا الترابية”.
وأكد الشرقاوي في ذات السياق، أن “الحدثين لا يمثلان مجرد توقيت متزامن، بل حلقتين متكاملتين في مشروع وطني طويل المدى يقوده جلالة الملك محمد السادس، يزاوج بين الشرعية القانونية والتمكين الجيوسياسي، ويجسد انتقال المغرب من مرحلة الدفاع إلى مرحلة القيادة الإقليمية”.
مضيفا أن “القرار الأممي جاء ليؤكد تفوق المقاربة المغربية، إذ نص على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الإطار الواقعي والوحيد للتفاوض، مكرسا بذلك التحول الذي بدأ يتبلور منذ الاعتراف الأمريكي سنة 2020. موضحا أن “القرار لا يكتفي بالدعم اللفظي، بل يربط صراحة بين الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية والحل السياسي العادل والمقبول للطرفين”.
وفي نفس الصدد أكد المحلل السياسي أن “هذه الصياغة القانونية تحسم المرجعية التفاوضية لصالح المغرب، وتخرج النزاع من منطق الاستفتاء المتجاوز إلى منطق الحل السياسي الواقعي”. مشيرا إلى أن “القرار أقر بالدور المحوري للمغرب في حفظ الاستقرار الإقليمي، وأشاد بالدول التي تدعم سيادته على أقاليمه الجنوبية”.
وبخصوص الخطاب الملكي السامي، قال الروداني إنه “منح القرار الأممي بعده الوطني والسيادي العميق”، مؤكداً إعلان جلالة الملك أن المغرب “له السيادة السياسية وله السيادة الاقتصادية”، في صياغة غير مسبوقة ترسم فلسفة جديدة للسيادة المغربية القائمة على الاندماج بين الشرعية والتنمية. مؤكدا على أن “الوحدة الترابية لم تعد مجرد قضية هوية، بل مشروع تنموي متكامل يربط بين السيادة الترابية والسيادة الاقتصادية عبر مشاريع استراتيجية ضخمة مثل ميناء الداخلة الأطلسي، وخط الغاز الإفريقي، واستثمارات الطاقة المتجددة، ما يجعل الأقاليم الجنوبية رافعة للنمو الوطني ومركزًا للتكامل الإفريقي–الأطلسي”.
وأضاف الروداني أن “تزامن الخطاب مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والسبعين للاستقلال يمنحه بعدا تاريخيا مزدوجا، مستحضرا مسار التحرير وتدشين مرحلة “تحرير المعنى” من النزاع.
وخلص المحلل في ختام تصريحه: “إن القرار الأممي والخطاب الملكي يشكلان معا إعلان ميلاد مغرب جديد: مغرب السيادة المكتملة، والدبلوماسية المتزنة، والتنمية الممكنة”، مؤكدا أن “المغرب لم ينتصر فقط في معركة الصحراء، بل في معركة تثبيت مكانته كقوة استقرار وشرعية في إفريقيا والعالم، وأنه دولة راسخة تمارس القوة بسلام وتبني السلام بقوة”.