في مشهد سياسي متوتر، عاد المحامي والسياسي إسحاق شارية ليثير الجدل من جديد بتصريح قوي ومباشر موجّه إلى حكومة عزيز أخنوش، قائلاً: “خاصكم ترحلو سريعا”. تصريح جاء في لحظة يعيش فيها الشارع المغربي حالة من الغليان الشعبي والتذمر من غياب التواصل الحقيقي والفعّال بين الحكومة والمواطنين، ما جعل شارية يعتبر أن الحكومة لم تعد جزءًا من الحل، بل أصبحت – على حد قوله – “عاملًا من عوامل التوتر في البلاد”.
وفي هدا الصدد يرى شارية أن حكومة أخنوش فشلت في إدارة مرحلة دقيقة تتطلب حضورًا سياسيًا قويًا، وقدرة على الإصغاء والتفاعل مع نبض الشارع بدل تجاهله أو التعامل معه بأسلوب متعالٍ. وأشار إلى أن أكبر أزمة تواجه الحكومة اليوم ليست اقتصادية فحسب، بل تواصلية بالدرجة الأولى، إذ أصبحت كل خرجة إعلامية أو تصريح رسمي يزيد من استفزاز المواطنين بدل تهدئتهم.
ويعتقد شارية أن انعدام الثقة بين الحكومة والمواطنين بلغ مستويات غير مسبوقة، نتيجة لضعف التواصل، وتكرار الأخطاء السياسية، والتباعد بين الخطاب الرسمي والواقع المعيشي الصعب. لذلك دعا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية، وتقديم استقالتها قبل أن يتفاقم الوضع أكثر.
كما شدد على أن المغرب في حاجة إلى حكومة جديدة تُعيد الاعتبار للخطاب الصادق والإنصات الفعلي لهموم الناس، حكومة تفهم أن التواصل ليس تبريرًا للأخطاء، بل جسر لبناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
ان تصريحات نوفل شارية ليست مجرد انتقاد عابر، بل تعبير واضح عن شعور عام بعدم الرضا الشعبي تجاه أداء الحكومة. فبين سوء التواصل وتفاقم الأزمات المعيشية، يجد المواطن نفسه في مواجهة مؤسسات لا تصغي له. وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن رسالة شارية المدوية تمثل صدى لصوت الشارع الذي يطالب بالتغيير قبل أن تتحول الأزمة إلى فقدان كامل للثقة في الفاعل السياسي.
التعليقات مغلقة.