بقلم: خديجة محب
الوعي هو ذلك المترجم لتصرفات الإنسان في حالات العلم و الجهل و الشدة و الرخاء،فهو الذي يجعلنا نحكم عن طبيعة المرء و مستواه الفكري و الإجتماعي من خلال تصرفاته التي تعبر عن وعيه بذاته و بغيره و بمحيطه.
و من خلال تتبع الأحداث التي حصلت في المغرب في الأيام القليلة الأخيرة،و إعتبارا للإجراءات التي إتخذتها الحكومة المغربية برعاية صاحب الجلالة حفظه الله تعالى و أيده بالنصر و رزقه التمكين،تبين أن الحكومة المغربية لديها وعي كبير يجعلها مرنة في التعامل مع الأزمات التي تواجه البلاد،ما يدفعنا إلى الإفتخار و الإعتزاز بقائد المملكة المغربية العظيم الملك محمد السادس حفظه الله تعالى و بهذه الحكومة. (وزراء و برلمانيين..)
فالإجراءات و التدبير التي إتخذتها الحكومة لا تنمو عن الوعي بالجانب السياسي فقط،و لكنها تحمل في طياتها الوعي بواقع المغرب و المغاربة في هذه المرحلة المتأزمة وفيما بعدها، فهي بلا شك أو ريب ستجعل المغرب يقوم أقوى من السابق.
فالقرارات الإجرائية التي إتخذتها الدولة تهدف إلى التصدي و التقليل من الخسائر و الأضرار الإجتماعية و الإقتصادية التي ستعصف بالبلاد فيما بعد.
هذه المسؤولية لا تتحمل تبعاتها الحكومة فقط،و لكنها تندرج ضمن الوعي المجتمعي الذي تميز به المغاربة،من خلال الإمتثال لأوامر رجال السلطة و أوامر وزارتي الداخلية و الصحة التي تهدف إلى التقليل من التجمعات و التي تساعد بشكل مباشر في تفشي وباء كورونا و إرتفاع عدد الحالات المصابين به.
كما يتجلى الوعي المجتمعي عند المغاربة من خلال التضامن و التآزر الذي أبان عليه المجتمع المغربي بهدف الحد من أضرار هذا الوباء،و لنا في الواقع الإفتراضي نمادج حية ترفع نداء التكافل الإجتماعي الذي لا محالة تحقق على أرض الواقع من أجل مساعدة الأسر ضعيفة الدخل أو ذات الدخل المحدود في توفير المؤنة و الوسائل الضرورية لتغدية لمدة شهر،أو من خلال مساعدة عن طريق السخرة و تقريب المنتوجات الغدائيةأو المستلزمات الطبية لكبار السن أو للأشخاص في وضعية إعاقة أو لدوي الإجتياجات الخاصة.
لهذا فالمجتمع المغربي قد استعمل الوسائل الوقائية اللازمة، من أجل الحفاظ على نفسه و أبنائه و شرع السبل والغايات كافة من أجل مستقبل معافى و جميل يسوده الأمن و الصحة، فكل الشكر للأطر الصحية و المسؤولين على كل الجهود التي بدلوها في هته الظروف و تسهيل كافة الإحتياجات و اللوازم الضرورية للمواطنين.
