قتل ابني…أين العدالة؟

0

“العدالة هي الوسيلة التي يقطع بها الظالم من جذوره”.

“التهامي بناني”, واحدة من أشهر قضايا الاختفاء في المغرب.

ولد “التهامي” بين أحضان عائلة مغربية بسيطة بمدينة المحمدية, ترعرع و شب بينهم , الى أن اختفى بشكل مفاجئ يوم الأربعاء الموافق ل 14مارس 2007.

قصة “التهامي بناني”, قضية غامضة, خيوط مفقودة, أدلة غير موجودة, لكن ايمان السيدة “حياة” أم التهامي بأن العدالة ستتحقق يوما كان أقوى من كل ما واجهته في رحلة البحث عن فلدة كبدها.

غدر الأصدقاء…عنوان ملائم لأطوار قضية التهامي, حيث كان آخر ظهور للمختفي مع أصدقائه الذي لطالما كانوا رفقاء دربه, الى أن قرروا التخلص منه بأبشع الطرق, و الأبشع من هذا طريقة التستر على الجريمة, وطمس أدلتها.

ستة عشر سنة, مرت على والدة “التهامي”, وهي على أحر من الجمر لمعرفة ملابسات قضية ابنها, سنوات طوال على “حياة” التي طرقت أبواب العدالة “ولا حياة لمن تنادي”, لا الجرمين عوقبوا …و لا العدالة أخدت مجراها.

جلسات عدة مجرياتها لا تسمن ولا تغني من جوع, و لا تطفأ غليل عائلة الضحية, الى أن نطق بالحكم في القضية يوم أمس بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء, حكم قضى ب 40 سنة سجنا نافذا موزعة على متهمين اثنين, قرار أثار استياء عائلة الضحية و الرأي العام , و المطالبة بالاستئناف هو المطلب الراهن لتحقيق العدالة و ظهور الحق.

جلسة الأمس, جلسة ماراثونية, استمرت لساعات طوال الى أن خلصت بما جاء على لسان ممثل الحق العام, “بأن جريمة قتل بناني تبقى ثابتة, اذ تم العثور على الرأس مفصول عن الجسد, و كدمات على مستوى الجسم.”
طيلة جلسة أمس أو بالأحرى ,طوال السنوات المنصرمة, مطلب أم “بناني” السيدة “حياة”, هو تطبيق العدالة في حق قاتلي ابنها و من معهم من قريب أو بعيد, و كل من ساهم في طمس أدلة البحث من رجال سلطة, أطباء, و آباء المتهمين .وتبقى أمنيتها الوحيدة هي استلام أو على الأقل معرفة مكان جثة ابنها.

“حياة” مثال الأم المكافحة, الصامدة,و الصبورة, التي واجهة الصعوبات و التهديدات, بقوة و بدون استسلام.
كيف لأم أن تصمد 16 سنة وهي تحترق بنار فقدان ابنها الشاب؟ كيف لها أن تنام و كابوس هضم حق ابنها يطاردها ليل نهار؟

أم أرهقها تعب السعي وراء خيوط هشة, أدلة زائفة للتستر عن من كانوا حيلة و سبب في هلاك فلدة كبدها.
“الروح عزيزة عند الله” مثل يبعث الأمل في قلوب كل من ينتظر تحقيق العدالة.

فما نهاية هذا السيناريو الواقعي؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.