الرعب بمدرجات ملعب أدرار بأكادير بسبب إندلاع أحداث شغب بين جماهير الكوكب المراكشي وأولمبيك الدشيرة

تحولت مباراة كروية بملعب أدرار بأكادير امس السبت، كان يُفترض أن تكون عرسا رياضيا يلتقي فيه الجمهور لمساندة فرقه بروح رياضية، إلى مشهد عنف وفوضى بعد اندلاع أحداث شغب بين جماهير محسوبة على فريقي الكوكب المراكشي وأولمبيك الدشيرة. فقد شهدت المدرجات مواجهات خطيرة تم خلالها اقتلاع الكراسي واستعمالها في الاشتباكات، وهو ما خلف حالة من الذعر في صفوف المتفرجين، خصوصا العائلات والأطفال الذين حضروا للاستمتاع بالمباراة.

وشهدت المدرجات لحظات من الرعب بعدما تحولت بعض الفئات من الجمهور من مشجعين إلى طرف في صراع عنيف، ما أدى إلى تدخل السلطات الأمنية لاحتواء الوضع. هذه المشاهد المؤسفة تسيء إلى سمعة الكرة الوطنية، وتحول الملاعب من فضاء للمتعة والتنافس الرياضي إلى بؤرة للعنف والفوضى.

وتعود ظاهرة الشغب الرياضي إلى عدة عوامل، أبرزها:غياب ثقافة رياضية قائمة على احترام الآخر،تأجيج بعض الفصائل للعصبية والانتماءات الضيقة.ضعف التأطير النفسي والتربوي للشباب.
وقلة الوعي بخطورة العنف على سمعة الأندية والرياضة الوطنية.ثم استعمال الملاعب كمنبر لتصريف التوترات الاجتماعية والشخصية.

ويمن القول بان أحداث الشغب لا تنعكس فقط على الفرق واللاعبين، بل تتجاوز ذلك إلى:

الإضرار بسلامة الجماهير: تعريض حياة الأطفال والعائلات للخطر.

الإضرار بالممتلكات العامة: تخريب الكراسي والبنية التحتية للملاعب.

تشويه صورة الكرة المغربية: محليا ودوليا، مما يقلل من فرص استضافة تظاهرات كبرى.

العقوبات الرياضية: التي قد تطال الأندية والمنتخبات بسبب سلوك جماهيرها.

وللحد من هذه الظاهرة، يلزم اعتماد مقاربة شمولية ترتكز على:

-تعزيز التربية الرياضية: عبر المدارس والجمعيات لترسيخ قيم التسامح.
– تأطير الجماهير: عبر التواصل المباشر مع الفصائل والأنصار.

-. تطبيق القانون بصرامة: على كل من يخرق الضوابط داخل الملاعب.

– تطوير البنية التحتية: بوسائل مراقبة حديثة تضمن سلامة الجمهور.

– إطلاق حملات تحسيسية: بمشاركة نجوم الرياضة والمجتمع المدني.

ما حدث بملعب أدرار بأكادير جرس إنذار جديد حول خطورة شغب الملاعب على مستقبل الرياضة الوطنية. فالملاعب ليست ساحة لتصفية الحسابات، بل فضاء لترسيخ قيم الأخوة والتسامح والتنافس الشريف.و ان إنقاذ صورة الكرة المغربية مسؤولية مشتركة بين الدولة والأندية والجماهير، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بوعي جماعي مفاده أن الرياضة تُبنى على الفرح لا على العنف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.