عربات مجرورة بالدواب تعرقل السير في شوارع آسفي.. مشهد بدوي في قلب المدينة
تعيش بعض الشوارع الرئيسية بمدينة آسفي على وقع مشاهد فوضوية يومية، بطلها عربات مجرورة بالدواب تجوب الطرقات وتحتل مسارات السير، متسببة في اختناقات مرورية وتوتر أعصاب السائقين والراجلين على حد سواء.
هذه العربات، التي تبدو كأنها قادمة من عمق البادية، تحمل في تفاصيلها ملامح حياة بدوية لم تندثر بعد؛ دواب مغطاة بأغطية مهترئة، وأجراس صغيرة تتدلى من أعناقها، وصبية بملابس رثة يوجهونها بعصي طويلة، في مشهد يذكر المارة بملامح الأسواق الأسبوعية والسهول القروية أكثر مما ينسجم مع إيقاع مدينة ساحلية تسعى إلى التحديث.
ويرى عدد من مستعملي الطريق أن استمرار هذه الظاهرة في الشوارع المحورية، خصوصاً المؤدية إلى وسط المدينة، يعكس غياب تنظيم حضري حقيقي، ويطرح سؤال التعايش بين أنماط النقل التقليدي ومظاهر المدينة الحديثة. فبينما تسابق السلطات الزمن لتأهيل البنية التحتية، يظهر المشهد البدوي بعفويته، ليكسر إيقاع الحافلات والسيارات والدراجات النارية التي تزدحم في نفس المسارات.
ويعتبر فاعلون محليون أن هذه الظاهرة تحتاج معالجة شمولية، تراعي الجانب الاجتماعي لفئة من السكان التي تعتمد على هذه الوسيلة في كسب قوت يومها، دون أن تغفل حق المواطنين في انسيابية حركة السير وأمنهم الطرقي.
إنها صورة لمدينة آسفي التي تعيش يومياً بين إيقاع الحداثة السريع، وصدى البادية الذي لا يزال يتردد في شوارعها، حيث تتقاطع عربات الخيل والبغال مع ضجيج المحركات، لتشكل لوحة متناقضة تختزل صراع الهوية بين زمنين.