بـ 10 دراهم فقط.. جمعية “دار بابانا” تمنح المأوى والدفء لمرضى السرطان الوافدين على مراكش
في مبادرة إنسانية مؤثرة، أطلقت جمعية *دار بابانا* بمراكش مشروعاً اجتماعياً فريداً من نوعه، يهدف إلى توفير المأوى والدعم لمرضى السرطان القادمين من مدن وقرى بعيدة قصد تلقي العلاج. وبمبلغ رمزي لا يتجاوز 10 دراهم في اليوم، يجد المستفيدون سقفاً يحميهم ودفئاً يخفف عنهم قساوة الغربة والمرض.
المبادرة مكنت الجمعية من تجهيز فضاء مريح ومناسب يستقبل المرضى ومرافقيهم، حيث تتوفر أسرة للنوم، وجبات غذائية متوازنة، وأجواء إنسانية تخفف من ثقل العلاج. هذه الخدمات، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تصنع فرقاً حقيقياً في حياة المستفيدين.
وفي تصريح اعلامي للسيدة فاطمة، 47 سنة، قادمة من قرية نائية بجبال الأطلس* قالت: > “كنت مضطرة للنوم في محطة الحافلات لأنني لا أملك المال لأدفع ثمن الفندق. لكن لما وصلت إلى دار بابانا، وجدت بيتاً ثانياً وعائلة تحتضنني. لم أعد أشعر أنني وحدي في مواجهة المرض.”
أما *عبد الرحيم، مرافق لوالدته المريضة*، فأكد أن المبادرة أنقذتهم من معاناة مضاعفة: “والدتي بحاجة إلى كل قوتها لمقاومة السرطان، لكن كانت تنهار كلما فكرنا في أين سنبيت أو ماذا سنأكل. هنا وجدنا الراحة التي نحتاجها لنركز فقط على العلاج.”
هذه الشهادات تعكس الأثر العميق الذي تتركه المبادرة في نفوس المحتاجين، حيث لا يتعلق الأمر فقط بمكان للنوم، بل بدعم نفسي وروحي يزرع الأمل ويخفف من العزلة.
ان مشروع *دار بابانا* يجسد القيم الإنسانية التي يقوم عليها المجتمع المغربي، ويؤكد أن مواجهة السرطان لا تكون فقط عبر الأدوية والأطباء، بل أيضاً عبر مبادرات تضامنية تمنح المرضى القوة لمواصلة رحلتهم العلاجية.