حركة انتقالية.. دموع صامتة في صفوف الدرك الملكي
العبوبي عبد الحق
تشهد مختلف وحدات الدرك الملكي هذه الأيام انطلاق الحركة الانتقالية السنوية التي تعتبر محطة تنظيمية ضرورية لإعادة توزيع الموارد البشرية وضخ دماء جديدة في المراكز والسريات عبر ربوع المملكة.
ورغم أن هذا الإجراء يندرج ضمن الطبيعة العسكرية لجهاز الدرك الملكي الذي يقوم على مبدأ الانضباط والجاهزية الدائمة لخدمة الوطن، إلا أن له وجهًا إنسانيا آخر غالبا ما يغيب عن الأضواء.
فلا أحد يستطيع أن ينكر ما تخلفه هذه الحركة من حزن صامت في قلوب العديد من الدركيين، سواء كانوا رؤساء مراكز أو قادة سرايا أو حتى دركيين عاديين، بعد قضاء سنوات من العمل في مناطق ألفوها وأقاموا فيها روابط إنسانية واجتماعية متينة.
ويُجمع العديد من رجال الدرك على أن خمس سنوات في منطقة ما ليست بالأمر الهين، حيث تُبنى خلالها صداقات بين الزملاء وتتشكل علاقات مع الساكنة المحلية، فيما يكون للأسر والأبناء والزوجات نصيب كبير من هذه المعاناة الصامتة، خاصة عندما تضطر العائلات للانتقال من جديد ومواجهة تحديات التأقلم والاستقرار الدراسي والاجتماعي.
ورغم كل ذلك، يبقى الانضباط هو العنوان الأبرز، إذ يُؤكد رجال الدرك أن طبيعة الجهاز العسكرية تُحتم عليهم الالتزام بالأوامر والتوجيهات، واضعين مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، ليواصلوا مهمتهم النبيلة في حماية الأمن والاستقرار مهما كان الثمن الشخصي.
إنها تفاصيل إنسانية قد لا يلتفت إليها الكثيرون، لكنها تكشف جانبًا مؤثرًا من تضحيات رجال الدرك الذين يبقون دائمًا في الخطوط الأمامية من أجل خدمة الوطن.