سلسلة تعريف بمشاهير قراء ومجودي القرآن الكريم بالمغرب(المقرئ العيون الكوشي )

 

يُعدّ شهر رمضان من أكثر شهور السنة بركةً ورحمةً؛ وقد اختصّه الله تعالى بفضائل عظيمةٍ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه،مصداقا لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) وانطلاقا من هذا المبدأ تخصص جريدة الحدث24  لقرائها الكرام سلسلة تعريفية طيلة شهر رمضان بأشهر القراء والمجودين المغاربة الذين حفظوا كتاب الله تعالى وأبدعوا في تجويده وتلاوته ،ومثلوا المغرب في محافل دولية وعالمية ،وحازوا على جوائز كبرى،بل منهم من تعلم القران وعلمه ولقنه للأجيال القادمة وهم ثلة من المقرئين  والشيوخ الكبار الذين تركوا بصمتهم في سبيل نشر وتعليم كتاب الله ،ومتعوا مسامع المغاربة بأصواتهم الشجية .

رقم 7 : المقرئ العيون الكوشي

العيون الكوشي من مواليد مدينة آسفي سنة 1967 متزوج وأب لطفلين ، حاصل على شهادة  البكالوريا شعبة الآداب العصرية، بدأ مسار حفظ القرآن الكريم في سن أربع سنوات ونصف وفي سن التاسعة من عمره أتمم حفظ القرآن على يد احد الشيوخ” صهره”، وهو المشرف حاليا على تحفيظ القرآن بالمدرسة التابعة لمسجد الأندلس بحي أناسي، أخده وهو لا زال صغيرا لا يتجاوز عمره آنذاك أربع سنوات ونصف إلى المحل الذي كان يمارس به مهنته كخياط تقليدي، وبهذا المكان أشرف على تحفيظه القرآن كاملا مع تلقين دروس التجويد.

كانت أول مشاركة له في مباراة وطنية سنة 1979 وأول مشاركة دولية بالكويت سنة 1981 ثم بالمملكة السعودية سنة 1986 وسنة1990 بتونس في مباراة خاصة بالمغرب العربي.

مارس العيون الكوشي إمامة صلاة التراويح في سن 18 من عمره حيث لم يكن يوجد بإقليم آسفي قارئا للقرآن، فكان  يستدعى في كل المناسبات المحلية لافتتاح الأنشطة، حتى 1985 حيث استدعي من طرف مسؤولي عمالة آسفي، من اجل إمامة صلاة التراويح بالمسجد الأعظم للمدينة، وفي سنة 1992

لبى طلب زملائه في الدار البيضاء فبدأ إمامة الناس في صلاة التراويح بداية بمسجد ”الهدى” جميلة 7 بعمالة سيدي عثمان، وكان يتنقل لهذا الغرض لمدينة الدار البيضاء فقط خلال شهر رمضان ثم يعود لاسفي، وفي سنة 1996 بمسجد ”السلام” بحي الأسرة بعين الشق وقضى به سنتين، ثم بعد ذلك جاء طلب من المركز الإسلامي بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك سنة 2000 وفي سنة 2001 بمسجد ”آل سعود” بحي مبروكة سيدي عثمان، ثم جاءته مرة اخرى دعوة من مسجد ”الخليل” ببروكسيل لمدة أربع سنوات، واستقر الكوشي بمسجد الأندلس بحي أناسي منذ 2005

سمحت الفرصة للعيون الكوشي لتسجيل المسيرة القرآنية سنة 1993 بعد اجتياز امتحان من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعرض التسجيلات على الديوان الملكي، حيث يتم  إختيار القراءة التي ستبث في المسيرة القرآنية الرمضانية بالقناة الأولى ،كما تم تسجيل القران كاملا لقناة الفجر.

و تمكن الكوشي مؤخرا من تسجيل المصحف كاملا برواية ورش بدولة مصر الشقيقة، بحضور مشايخ من الأزهر وعلى رأسهم الدكتور أحمد عيسى معصراوي وهو شيخ عموم المقاريء المصرية، بطلب من شركة تسجيلات ”حنين” السعودية، وقد أصرت الشركة على أن يكون التسجيل بمصر وأن يكون بحضور مشايخ من الأزهر، حتى يكون المصحف معتمدا بصفة رسمية، وهو ما اعتمد فعلا من طرف الأزهر. ليكون بذلك أول مصحف برواية ورش لقارئ مغربي، بدأ تسجيله من 2002 إلى ,2004 حيث استغرق تسجيله ثلاث سنوات، وصححه 22 شيخا. أما المبادرة الأخيرة، فقد جاءت عن طريق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكانت هي التي طلبت تسجيل المصحف بأكمله على الأشرطة العادية والليزر، بتسجيل شركة ”إيناس” بمدينة الدار البيضاء بعين السبع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.