دبلوماسي تونسي: الجزائر تقتنع بمغربية الصحراء وتستعد للحوار مع المغرب

في تطور دبلوماسي لافت، نقلت الصحافة التونسية عن وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيّس تصريحاتٍ اعتبر فيها أن الجزائر اقتَنعت نهائياً بمغربية الصحراء الغربية، وأنها تستعدّ للقبول بدعوة المغرب إلى حوار مباشر ينهي عقوداً من التوتر والقطيعة بين البلدين الجارين.

ففي مداخلة له على إذاعة الجوهرة أف أم، قال ونيّس إن “المرحلة المقبلة ستشهد قبول الجزائر بصفة نهائية دعوة المغرب للحوار”، مضيفاً أن “فترة التشويش والهيمنة التي أطلقها بومدين والعسكر الجزائريون قد انتهت”.

وجاءت تصريحات ونيّس بعد أيام قليلة من تبنّي مجلس الأمن الدولي للقرار 2797، الذي اعتبر أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والوحيد لقضية الصحراء.

ويرى مراقبون أن تصريحات أحمد ونيّس، المعروف بقربه من الأوساط الدبلوماسية المغاربية، تعبّر عن تحول نوعي في إدراك الجزائر لمعادلات الإقليم، بعد أن باتت معزولة دبلوماسياً إثر توالي الاعترافات الدولية بشرعية المقترح المغربي، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، وامتناع روسيا والصين عن معارضته داخل مجلس الأمن.

ويشير المتابعون إلى أن الخطاب الرسمي الجزائري بدأ يتراجع عن لهجة التصعيد تجاه الرباط، في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي من أجل إعادة فتح الحدود، واستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ غشت 2021.

وهذا التحول، إن تأكد، سيكون بمثابة انفراج تاريخي في العلاقات المغربية-الجزائرية، التي ظلت رهينة ملف الصحراء لعقود طويلة.

ومثّل القرار الأخير لمجلس الأمن، بحسب ونيّس، “انتصاراً للدبلوماسية المغربية، لكنه في الوقت نفسه انتصار للمغرب الكبير بأسره”، في إشارة إلى أن تسوية ملف الصحراء على أساس الحكم الذاتي ستفتح الباب أمام ولادة جديدة لفكرة الاتحاد المغاربي، التي ظلت مجمّدة بفعل الخلاف بين الرباط والجزائر.

ويؤكد نص القرار 2797 على دعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 باعتباره “الحل الواقعي والدائم”، مع تجديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي، ودعوة جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات “بروح بنّاءة”.

ويرى عدد من المحللين المغاربيين أن الوعي الجديد الذي تحدّث عنه ونيّس يعكس إدراكاً متزايداً لدى النخب في المنطقة بأن زمن “صراعات التحرر” قد انتهى، وأن المستقبل يكمن في التكامل الاقتصادي والأمني.

فالجزائر، التي عاشت سنوات من الانغلاق، تواجه اليوم تحديات اقتصادية وإقليمية تتطلب إعادة ترتيب الأولويات وبناء جسور الثقة مع الجيران، وعلى رأسهم المغرب.

ويعتقد بعض الخبراء أن الانفتاح الجزائري المحتمل على مبادرة الحكم الذاتي لن يكون استسلاماً، بل خطوة عقلانية نحو إعادة إدماج الجزائر في المشهد المغاربي والدولي، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لحل هذا النزاع المزمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.