“بيدفورد” من تنغير.. الشاحنة التي ما زالت تنبض بحب الوطن

الحدث 24 – نسيم السعيدي

من عمق الجنوب الشرقي للمملكة، من مدينة تنغير التي كانت شاهدة على صفحات من التاريخ الوطني المجيد، خرجت شاحنة قديمة من طراز “بيدفورد” لتعيد إلى الذاكرة الجماعية صورة خالدة من ملاحم المسيرة الخضراء.
تلك الشاحنة التي شاركت قبل خمسين عامًا في حمل المتطوعين والمتطوعات إلى الأقاليم الصحراوية المسترجعة، بدت وكأنها اليوم تبعث رسالة إلى كل المغاربة
“لا يمكن أن تتركوني هذه المرة… لا بد أن أخرج مع المحتفين بنجاح المغرب!”
لقد مضت عقود طويلة منذ أن دوّت صيحات “الله أكبر.. الصحراء مغربية”، لكن رموز تلك المسيرة المباركة لا تزال حية بيننا. فشاحنة “بيدفورد”، التي تآكل الحديد من جسدها وبهت لونها، لم تفقد بريقها الرمزي ولا حرارة انتمائها.
بدت وكأنها كائن من زمن آخر، تستجمع ما تبقى من قوتها لتقول

“نعم، وهنت أجزائي وتقدمت بي السنون، لكني ما زلت وفية لوطني، وسأخرج لأؤدي واجبي من جديد.”

في مشهد يجمع بين الحنين والفخر، عادت “بيدفورد” من تنغير لتذكر الأجيال الجديدة أن المسيرة لم تنتهِ، وأن حب الوطن لا يشيخ، تمامًا كما لا يشيخ التاريخ الذي صنعه المغاربة بإيمانهم ووحدتهم.
فمن تنغير إلى العيون، ومن طنجة إلى لكويرة تظل روح المسيرة الخضراء تتجدد كل عام، تؤكد أن المغرب ماضٍ بثقة نحو المستقبل، مستندًا إلى ماضيه المجيد ورموزه التي لا تموت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.