ترامب يلخص التاريخ: المغرب لا ينتظر اعترافاً.. بل يذكّر به

الحدث 24 – نسيم السعيدي

في عبارة قصيرة لكنها تختزل قروناً من التاريخ والسيادة، قال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب
“المغرب اعترف بالولايات المتحدة سنة 1777، ومن الطبيعي أن نعترف بسيادته على الصحراء.”

جملةٌ واحدة، لكنها كانت كفيلة بإسكات مئات الأبواق الدعائية القادمة من قصر المرادية، وإرباك النظام الجزائري الذي لم يجد رداً على هذا الدرس التاريخي العميق سوى الصمت والانكماش. فحين يتحدث رئيس أقوى دولة في العالم بهذه اللغة الواضحة، تتهاوى أوهام الانفصال وتُغلق صفحة نصف قرن من التضليل.

هذا الاعتراف الأمريكي، الذي جاء في ديسمبر 2020، لم يكن صدفة أو قراراً سياسياً عابراً، بل كان ثمرةً لمسار طويل من الحكمة المغربية والدبلوماسية الهادئة التي امتدت لقرون. فالمغرب، أقدم حليف للولايات المتحدة في القارة الإفريقية، لم ينتظر يوماً “اعترافاً” من أحد، بل ظل يذكّر العالم بشرعية تاريخية تمتد منذ تأسيس الدولة المغربية ووحدة ترابها.

واليوم، ومع قرار مجلس الأمن الأخير، يتأكد من جديد أن ما قاله ترامب لم يكن سوى ترجمة سياسية لما يعرفه التاريخ جيداً:
الصحراء مغربية، والمغرب يمارس سيادته على أرضه بكل شرعية، بينما تسقط دعاوى الانفصال يوماً بعد يوم أمام قوة الواقع والتاريخ والقانون الدولي.

لقد لقّن المغرب خصومه درساً بليغاً في الصبر والحنكة. لم يحتج إلى شعارات جوفاء ولا إلى لغة التهديد، بل اعتمد على شرعية موثقة تمتد من معاهدات 1777 إلى قرارات الأمم المتحدة الراهنة. وبين الماضي والحاضر، ظل المغرب وفياً لمبادئه، متمسكاً بوحدته، واثقاً في عدالة قضيته.

إنها رسالة إلى من يجهل التاريخ أو يتناساه
المغرب لا ينتظر اعترافاً… بل يذكّر العالم بما يعرفه منذ قرون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.