تقرير إسباني:المغرب ينتصر في قضية الصحراء

كشفت صحيفة El Confidencial الإسبانية في تقرير حصري للصحفي إغناسيو سيمبريرو، أن الولايات المتحدة قدّمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى اعتماد المبادرة المغربية للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، في خطوة تمثل انتصارًا دبلوماسيًا واضحًا للرباط وتحولًا جذريًا في مقاربة الأمم المتحدة لهذا النزاع الإقليمي الطويل.

ووفقًا للتقرير الإسباني، فإن مجلس الأمن الدولي “يستعد للتصويت على نص صاغته واشنطن” ينص على أن الحل الواقعي والنهائي يجب أن يستند إلى “مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، مع إسقاط أي إشارة إلى تنظيم “استفتاء لتقرير المصير”، وهو المطلب الذي طالما تبنته الجزائر وميليشيات البوليساريو منذ الثمانينيات.

وأكدت الصحيفة أن هذا المشروع الأمريكي يمثل “تغييرًا جوهريًا في عقيدة الأمم المتحدة” تجاه ملف الصحراء، حيث لم يسبق لمجلس الأمن أن تبنى موقفًا بهذا الوضوح في دعم السيادة المغربية.

وأضافت أن هذا التحول يعكس تطورا في الموقف الدولي، خاصة بعد اتساع رقعة الدول المؤيدة لمقترح الرباط، من الاتحاد الأوروبي إلى عدد من القوى الإفريقية والآسيوية.

وبحسب El Confidencial، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت قد اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020، لكن مشروع القرار الجديد “يمأسس ذلك الاعتراف داخل منظومة الأمم المتحدة”، مانحًا المغرب شرعية دولية إضافية تعزز موقفه في مواجهة خصومه الإقليميين.

كما أشار التقرير إلى أن إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة، تتابع الملف بحذر، لكنها لن تعارض المشروع الأمريكي، في ظل دعمها العلني منذ سنة 2022 لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها “الأساس الأكثر جدية وواقعية”.

ويؤكد مراقبون أن هذا التحول الدبلوماسي الكبير يأتي نتيجة استراتيجية مغربية متكاملة قادها الملك محمد السادس خلال العقدين الأخيرين، عبر مزيج من الديبلوماسية الاقتصادية، والانفتاح على إفريقيا، وإقامة تحالفات متوازنة مع القوى الكبرى.

كما يرى محللون أن مشروع القرار الأمريكي يعكس أيضًا تراجع النفوذ الجزائري داخل الأمم المتحدة، خاصة بعد انكشاف عجز جبهة البوليساريو عن السيطرة الميدانية حتى على المناطق التي تزعم أنها “محررة”، وسط تواتر التقارير عن انفلات أمني وصراعات داخلية في صفوفها.

ويُرتقب أن يصوت مجلس الأمن الليلة على النص المقترح، والذي إذا تم اعتماده، سيُكرّس للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية الاعتراف بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع، ما سيشكل – كما وصفته الصحافة الإسبانية – “نهاية زمن الغموض وبداية مرحلة الحسم الدبلوماسي لصالح المغرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.