الحدث 24
في تصريح صريح وحازم، أكد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، على أهمية التحلي بالشفافية والمصارحة مع الشباب المغربي، الذي عبّر عن موقفه في الاحتجاجات الأخيرة المعروفة إعلاميًا باسم “جيل زد”. وأوضح السكوري، في لقاء إعلامي موسع، أن تحمل المسؤولية في الحكومة يقتضي الالتزام بالشفافية والمحاسبة، إذ أن كل منصب حكومي مؤقت بطبيعته ويجب على المسؤول أن يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص.
وأشار الوزير إلى أن المطالب التي رفعها الشباب، سواء المتعلقة بالصحة أو التعليم أو محاربة الفساد، تمثل إشكاليات حقيقية وجوهرية، مشددًا على أن المرحلة الحالية تستدعي الاعتراف بالواقع كما هو، دون الانغماس في ذر الرماد في العيون أو الاكتفاء بتفسير التحديات على أنها سوء فهم أو إخفاق في التواصل. وأضاف أن الحكومة مدعوة إلى التعامل مع هذه المطالب بجدية ووضوح، لأن تجاهلها لن يؤدي إلا إلى تفاقم حالة عدم الثقة بين المواطنين والمؤسسات.
وفي حديثه عن الثقة العامة، شدد السكوري على أن ضعف المشاركة الانتخابية يعكس فجوة عميقة بين المواطن والمؤسسات، خاصة بين الفئات الشابة، التي لم تتح لها الفرصة الكافية للتعبير عن نفسها داخل الأحزاب أو المؤسسات الرسمية. كما أقر بأن بعض البنية التقليدية للأحزاب السياسية، التي يهيمن عليها اليوم مسؤولون متابعون قضائيًا، تشكل عاملاً مثبطًا يبعد الشباب عن الانخراط الفعلي، لكنه أكد أن الانخراط والعمل من الداخل يظل السبيل الأمثل لإحداث تغيير ملموس.
وأوضح السكوري أن الحكومة التزمت بمجموعة من الإجراءات لمعالجة بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مثل الزيادات في الأجور والحوار الاجتماعي، مع الإقرار بأن هذه الجهود لم تكن كافية لتلبية كل الاحتياجات والتطلعات، لكنها شكلت خطوة أولى نحو تحقيق نتائج ملموسة بالنسبة لعدد من المواطنين.
وبخصوص محاولة بعض الفاعلين استغلال الحراك الشبابي لأغراض سياسية، قال الوزير بوضوح إن ذكاء الشباب ووعيهم يمنع أي جهة من اختطاف مطالبهم، مضيفًا أن الطبقة السياسية بأكملها مطالبة بالصدق والشفافية في مخاطبة المواطنين، وأن الاحتواء الزائف لن يجدي نفعًا بل سيؤجل حل القضايا الحقيقية. وأكد أن الشباب كوَّن وعيه الذاتي عبر وسائل التواصل الحديثة والإنترنت، وأن تطلعاته تجاوزت العرض السياسي الحالي، مما يحتم على المسؤولين الاستجابة بجدية لمطالبه.
كما تناول السكوري ملف الصحة، مشددًا على ضرورة تعزيز حضور الأطباء في المستشفيات العمومية وضمان خدمات طبية متكاملة، بدل الاعتماد على القطاع الخاص وحده، مؤكدًا أن هذه القضية تتطلب اتخاذ قرارات قوية وفورية. وفي ختام تصريحاته، جدد دعوته لجميع مكونات المشهد السياسي إلى العمل بجدية والتفاعل بصدق مع مطالب الشباب، مؤكداً أن المسؤولية والمحاسبة يجب أن تكونا الأساس في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.