الشباب والشارع يصرخان.. ونبيل بنعبد الله يصف الحالة بـ”الفراغ السياسي المقلق”

الحدث 24:نسيم السعيدي

 

في حوار موسع مع مجلة “لو بوان” الفرنسية، أطلق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، تحذيرات حادة حول الوضع السياسي الراهن في المغرب، منتقدًا أداء حكومة عزيز أخنوش ومشيرًا إلى تراجع الثقة في المؤسسات الرسمية وسط موجة احتجاجات شبابية عارمة تكشف حجم الهوة بين الدولة والمجتمع المدني.

ووصفت المجلة بنعبد الله بأنه من أبرز الوجوه السياسية في صفوف اليسار المغربي، وشغل مناصب وزارية متعددة، مشيرة إلى أن تصريحاته تأتي في وقت يعمّه الاحتقان الاجتماعي والسياسي، حيث تبرز أزمة تمثيلية واضحة وتراجع مصداقية النخب التقليدية.

وقال السياسي اليساري إن المغرب يواجه اليوم “تآكلاً خطيراً في الثقة” و”ضعفاً متزايداً في مؤسسات الوساطة”، التي يفترض أن تكون جسراً يربط المواطنين بالدولة. وأضاف أن البلاد تعيش “انسداداً سياسياً ملموساً”، نتيجة تحويل السياسة إلى مجرد واجهة شكلية بلا مضمون، مما أفرغها من جوهرها .

وأشار بنعبد الله إلى أن الشباب المغربي، الذي يتظاهر في الشوارع، لا يقوم بذلك عبثًا، بل يعكس أزمة تمثيلية حقيقية ويأسًا من نخبة فقدت مصداقيتها، مضيفًا أن الخطاب الرسمي المنتشي بالإنجازات لم يعد قادرًا على إقناع أحد، في ظل مدارس تتداعى ومستشفيات تعاني نقصًا حادًا، وأسعار تعصف بالقدرة الشرائية للمواطنين.

وتطرق الأمين العام لحزب “الكتاب” إلى النموذج التنموي الجديد، معتبراً أنه لم يترجم إلى سياسات واقعية على الأرض، بينما أصبح شعار الدولة الاجتماعية مجرد عنوان إعلامي بلا مضمون فعلي، متسائلاً بنبرة حادة: “كيف يمكن لحكومة عاجزة عن الإصغاء أن تزعم قيادة الإصلاح؟”

ولم يقتصر انتقاد بنعبد الله على الحكومة وحدها، بل شمل المشهد السياسي برمته، محذرًا من أن “الأخطر من فشل السياسات هو قتل السياسة نفسها”، في إشارة إلى عزوف الشباب عن المشاركة في العمل الحزبي وانسحاب بعض الفاعلين من المشهد العام.

واختتم زعيم التقدم والاشتراكية حديثه بدعوة لإعادة بناء جسر الثقة بين الدولة والمجتمع، قائم على تجديد النخب السياسية وإعادة الاعتبار للعمل الحزبي، مؤكدًا أن “الديمقراطية لا تُبنى في الشارع فقط، بل داخل المؤسسات، مهما كانت هشة أو ناقصة”، محذرًا من أن الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع المعيشي قد تؤدي إلى “انفجار اجتماعي صامت” إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعالة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.