شباب وقاصرون يضرمون النار في ثلاث وكالات بنكية في مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية بسيدي يوسف بنعلي

عرفت مدينة مراكش، وخاصة حي سيدي يوسف بنعلي، ليلة أمس الخميس أحداثاً مثيرة بعد ستة أيام متواصلة من الاحتجاجات التي يعرفها المغرب. فبينما خرج المتظاهرون للتعبير عن مطالب اجتماعية وسياسية بطرق سلمية، تحولت الأوضاع في بعض الأحياء إلى أعمال عنف وتخريب خلفت صدمة كبيرة لدى الساكنة.

ففي وقت متأخر من الليل، خرجت مجموعة من الشبان والقاصرين مستغلين الأجواء الاحتجاجية، حيث أقدموا على إضرام النار في ثلاث وكالات بنكية، اثنتان تابعتان لـ”التجاري وفا بنك” وواحدة لـ”كاش بليس”. وقد وثقت مقاطع فيديو حجم الخسائر، حيث بدت الملفات البنكية متفحمة بالكامل، وتحطمت الأبواب والنوافذ، وغطى الدخان الأسود جدران الوكالات.

هذه الأعمال التخريبية تسببت في مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية التي دخلت في عمليات كر وفر مع المحتجين، وتخللتها عمليات تراشق بالحجارة، قبل أن تنتهي بحملة اعتقالات واسعة شملت عدداً من المشاركين في أعمال الشغب.

وعلى النقيض من ذلك، شهد حي كيليز في مراكش احتجاجات سلمية قادها شباب “جيل Z”، رددوا خلالها شعارات تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، وانتهت الوقفة دون أي تدخل أمني أو تسجيل أعمال عنف، وهو ما أبرز التباين بين مشهدين مختلفين في نفس المدينة: احتجاج حضاري سلمي من جهة، وانزلاق نحو التخريب والعنف من جهة أخرى.

لفد جسدت احتجاجات مراكش الوجهين المتناقضين للتحركات الشعبية الأخيرة؛ بين شباب يصر على سلمية مطالبه، وآخرين ينجرفون نحو العنف ويضرون بممتلكات الغير. ومع استمرار موجة الغضب، يظل التحدي الأكبر هو الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات، وضمان أن تبقى وسيلة حضارية لإيصال صوت الشارع بعيداً عن الفوضى والتخريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.