مؤسسة الفقيه التطواني تطلق برنامج: *”شباب يساهمون، شباب يتحاورون”*
ع. عسول
في سياق يتّسم بتصاعد النقاش العمومي حول قضايا الشباب وتحدياتهم المتعددة، وتنامي الحاجة إلى فضاءات جديدة للحوار البنّاء والمشاركة الفاعلة، تطلق مؤسسة الفقيه التطواني برنامجاً فكرياً وتواصلياً تحت عنوان: “شباب يساهمون، شباب يتحاورون”. وهو برنامج يقوم على حلقات مفتوحة، يشارك فيها الأكاديمي والسياسي والإعلامي والشباب والمدرس والأسرة ومكونات المجتمع المدني، من أجل إرساء تقاليد نقاشية رصينة، تمنح الكلمة للشباب وتُصغي لانتظاراتهم، وتربطهم بمختلف الفاعلين في الفضاء العمومي.
وفي خلفية وأهداف البرنامج، ينطلق هذا المشروع من قناعة راسخة بأن الشباب ليسوا مجرد فئة ديمغرافية كبرى فحسب، بل هم قلب التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية. غير أن حضورهم في النقاش العمومي ظلّ في كثير من الأحيان هامشياً، أو موسوماً بخطاب التوجيه من أعلى إلى أسفل.
حيث يهدف البرنامج إلى فتح مساحات للتعبير الحر والمسؤول، تُتيح للشباب فرصة صياغة أفكارهم ورؤاهم تجاه القضايا التي تمس حياتهم ومستقبلهم، بناء جسور الثقة بين الأجيال والفاعلين، عبر لقاءات مباشرة تجمع بين الشباب والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والمربين وأسرهم،المساهمة في إغناء النقاش العمومي بأصوات جديدة، قادرة على بلورة بدائل عملية وأفكار خلاّقة و تحويل الحوار إلى ممارسة مستمرة تساهم في إعادة الاعتبار للسياسة وللشأن العمومي باعتباره مجالاً مشتركاً للتفكير والعمل.
اما مكونات البرنامج، فتتشكل من سلسلة حلقات موضوعاتية، تُنظّم بشكل دوري، حيث تُعطى الكلمة للشباب أولاً ليعرضوا وجهات نظرهم، ثم يتفاعل معهم الأساتذة الباحثون والفاعلون السياسيون والإعلاميون وممثلو المجتمع المدني.
وستتناول هذه الحلقات محاور متنوعة من قبيل:
التعليم والتكوين وفرص الشغل: أي أفق لشباب اليوم؟الأسرة والتحولات الاجتماعية: كيف نعيد الاعتبار لدور التنشئة؟السياسة والشباب: من التمثلات إلى المشاركة الفاعلة،الإعلام والفضاء الرقمي: ما أثره في تشكيل وعي الأجيال الجديدة؟
الثقافة والفنون والرياضة: رافعات للاندماج والإبداع.
كل حلقة من هذه الحلقات ستكون مجالاً لـ التلاقي بين الخبرة والتجربة، وبين المعرفة الأكاديمية والحس العملي، بما يسمح بتوليد رؤى أكثر تركيباً حول التحديات المطروحة.
وحسب المؤسسة المنظمة يكتسي هذا البرنامج أهمية مضاعفة لاعتبارات عدة، أنه يعيد الثقة للشباب في إمكانية أن يكون صوتهم مسموعاً، ورأيهم جزءاً من النقاش الوطني، يجسّد فلسفة المشاركة بدل التلقين، عبر الإصغاء إلى الشباب لا باعتبارهم متلقين بل باعتبارهم شركاء في التفكير.
يساهم في إذكاء الوعي الجماعي بأهمية الحوار بين الأجيال، وإعادة وصل ما انقطع بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويدفع باتجاه مقاربة جديدة للسياسة تُعيد إليها معناها النبيل، من خلال بناء علاقة إيجابية بين الشباب والفاعل السياسي والإعلامي.
وقالت مؤسسة الفقيه التطواني،أنها تسعى إلى أن يكون البرنامج أكثر من مجرد لقاءات آنية، بل خطوة في مسار طويل يروم تجديد العلاقة بين الشباب والمجتمع، وتعزيز قدراتهم على المساهمة في صناعة القرار العمومي، وبناء وعي نقدي خلاق قادر على مواجهة التحديات الوطنية والدولية.
فالرهان الأساسي هو أن يتحوّل “شباب يساهمون، شباب يتحاورون” إلى مدرسة مفتوحة للحوار والاقتراح، تساهم في صناعة جيل جديد من الشباب الواعي، المبدع، والمسؤول، القادر على تحويل الطموحات الجماعية إلى إنجازات ملموسة.