ندوة “5+5 دفاع” بالقنيطرة.. المغرب يعزز موقعه كجسر للتعاون الإقليمي في مواجهة حروب المعلومة والتأثير
اختُتمت، يوم أمس الجمعة، بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بمدينة القنيطرة، أشغال الندوة الدولية المنظمة في إطار خطة العمل لسنة 2025 لمبادرة “5+5 دفاع”، تحت شعار “تحديات التأثير وحرب المعلومة في الأزمات والنزاعات المعاصرة”.
وشكل اللقاء، الذي شارك فيه عدد من كبار الضباط والخبراء العسكريين والأكاديميين من دول المبادرة، فضاءً لتبادل الرؤى حول التحولات العميقة التي تعرفها الحروب الحديثة، حيث لم تعد المعارك تُحسم فقط بالقوة العسكرية، بل أيضًا بالمعلومة والتأثير والإدارة الذكية للأزمات.
وأكد المشاركون في هذه الندوة أن مواجهة التهديدات الجديدة تقتضي تطوير قدرات الدفاع المعلوماتي والإعلامي، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة التضليل الإعلامي، في ظل تصاعد الهجمات الرقمية وتنامي تأثير الحملات الموجهة عبر الفضاء الإلكتروني.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء الدولي بالمغرب ليؤكد الدور الريادي للمملكة في دعم الأمن الجماعي وتكريس ثقافة الدفاع المشترك، تماشيًا مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى توطيد التعاون بين دول الجوار في مواجهة التحديات العابرة للحدود.
وخلال جلسات الندوة، تم التطرق إلى الأبعاد النظرية والعملياتية لحرب المعلومة، ومناقشة الآفاق المستقبلية لتأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة.
كما خلصت التوصيات إلى ضرورة تنسيق الجهود داخل فضاء “5+5 دفاع” من أجل إرساء آليات عملية لحماية المجال المعلوماتي وتعزيز الأمن الإعلامي الإقليمي.
وبحسب متتبعين، فقد عكست أشغال الندوة ونجاحها التنظيمي والفكري، حرص المغرب على ترسيخ موقعه كجسر للتعاون المتوسطي ومركز للحوار الأمني والعسكري المتوازن، في زمن باتت فيه المعلومة أحد أقوى الأسلحة في إدارة الأزمات والنزاعات.