الحدث 24:نسيم /س
تستعد مدينة وزان لاحتضان مشروع صناعي ألماني كبير بعد أن صادقت اللجنة الجهوية للاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الخميس الماضي، بالإجماع على الملف، مما يمهّد لمنح الترخيص الاستثنائي من طرف رئيس الحكومة. ومن المنتظر أن يوفر هذا المشروع ما يزيد عن 680 فرصة عمل مباشرة لفائدة شباب المنطقة، في خطوة تعزز الثقة في إمكانات الإقليم وقدرته على جذب استثمارات نوعية.
فاطمة الحساني، المستشارة البرلمانية والرئيسة السابقة لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أوضحت أن المشروع اجتاز مرحلة دقيقة وحاسمة بعدما أصبح اليوم واقعا ملموسا، مؤكدة أن الدعم الذي حظي به من مستويات عليا يعكس إرادة واضحة في إنصاف المناطق الداخلية وإدماجها في الدورة الاقتصادية. كما دعت أبناء الإقليم ومغاربة العالم إلى الاستثمار في وزان، معتبرة أن الاستثمار في “المغرب العميق” يمثل تحديا لكنه رهان استراتيجي لمستقبل البلاد.
المشروع الذي تصل كلفته إلى حوالي 12 مليار سنتيم يهم إنشاء وحدة صناعية متخصصة في صناعة المحركات الكهربائية، باعتماد الطاقات المتجددة ومحطة خاصة لمعالجة المياه. وأكد محمد الهلاوي، رئيس المجلس الجماعي لوزان، أن جميع الدراسات التقنية والبيئية كانت إيجابية، نافيا صحة ما يروج بشأن غياب التجهيزات الأساسية، مشيرا إلى أن المستثمر التزم بربط المشروع بشبكتي الماء والكهرباء وتهيئة طرق للربط بالشبكة الطرقية.
وتعود قصة هذا المشروع إلى مطلع سنة 2022 حين أعلن مستثمر ألماني رغبته في إنشاء وحدة صناعية بوزان، غير أن غياب تصميم التهيئة واعتبار العقار المختار أرضا فلاحية عطّلا تنفيذه لسنوات. إلا أن التعديلات التي عرفها قانون المراكز الجهوية للاستثمار سنة 2024 فتحت الباب أمام دراسة مثل هذه الملفات ضمن لجنة الاستثناءات، وهو ما سمح بتجاوز العراقيل.
وبعد حصول المشروع على موافقة اللجنة الجهوية، يبقى صدور الترخيص الاستثنائي من رئيس الحكومة هو الخطوة الأخيرة قبل انطلاق الأشغال، في انتظار أن يمنح هذا الاستثمار دفعة قوية لإقليم وزان ويؤكد أن الترافع المستمر قادر على تحويل الحلم إلى واقع.