بالصور.. رحلات جوية مشبوهة بين الجزائر وتندوف لإحياء مظاهرات البوليساريو
في تطور مثير يكشف حالة الارتباك التي يعيشها النظام الجزائري قبيل مناقشة مجلس الأمن لملف الصحراء، كشفت معطيات ميدانية وصور من تطبيقات تتبع الرحلات الجوية الدولية عن جسر جوي غير مسبوق بين الجزائر العاصمة وتندوف، يُسيّر على مدار الساعة بواسطة طائرات “الخطوط الجوية الجزائرية” و“Tassili Airlines”، لنقل عسكريين ومدنيين نحو المخيمات التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو.
ووفقاً للمصادر، فقد شهد مطار تندوف خلال 26 و27 أكتوبر 2025 نشاطاً مكثفاً للطائرات القادمة من مدن الجزائر، وهران، قسنطينة، وأدرار، في رحلات متتابعة تُقلّ مئات الأشخاص، في مشهد غير مألوف يوحي بوجود تعبئة موجهة وممولة بشكل رسمي.
وتتقاطع هذه التحركات الجوية مع ما كشفه منتدى فورساتين من داخل المخيمات، حول حملة تعبئة قسرية أطلقتها السلطات الجزائرية بالتعاون مع قيادة البوليساريو، بهدف تجميع حشود بشرية لإخراج مظاهرات مصطنعة تُقدَّم على أنها “انتفاضة جماهيرية”، في وقتٍ يعيش فيه سكان المخيمات أوضاعاً إنسانية صعبة، وسط رفض واسع لأي محاولات للتلاعب بمعاناتهم.

ويرى مراقبون أن هذا النشاط الجوي المكثف يعكس محاولة من النظام الجزائري لإنقاذ صورة البوليساريو، بعد أن أصبحت معزولة أمام الزخم الدولي المتزايد لصالح المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والتي تعتبرها قوى كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل.
وبحسب خبراء في الشأن المغاربي، فإن “الجسر الجوي نحو تندوف” ليس سوى فصل جديد من سياسة “الهروب إلى الأمام” التي تمارسها الجزائر، إذ تعمل على صناعة مشهد تعبوي زائف لتوجيه الأنظار عن فشلها الدبلوماسي، خاصة بعد أن فقدت المبادرة في مجلس الأمن وتراجعت قدرتها على التأثير داخل المنتظم الدولي.
ويؤكد المراقبون أن هذه الخطوة تتناقض تماماً مع الخطاب الرسمي الجزائري الداعي إلى “تقرير المصير”، حيث تكشف على العكس إصراراً على توجيه سكان المخيمات واستعمالهم كورقة سياسية في لحظة مفصلية من مسار التسوية الأممية.
وفي المقابل، يستمر المغرب في تعزيز موقفه الميداني والدبلوماسي، مستنداً إلى مشاريع تنموية كبرى في أقاليمه الجنوبية، وإلى دعم دولي متزايد يعترف بجدية وواقعية مقترح الحكم الذاتي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء هذا النزاع الذي عمر أكثر من أربعة عقود.