مهرجان سيدي قاسم للفيلم القصير يحتضن ندوة حول “النادي السينمائي مدرسة الرؤية”.
ع. عسول
في إطار فعاليات الدورة الفضية لمهرجان سيدي قاسم للفيلم القصير، تم تنظيم ندوة حول موضوع ” النادي السينمائي مدرسة الرؤية”.
واستهلت الندوة بكلمة تقديمية ذ. محمد الخيتر( ناقد سينمائي وكاتب عام سابق لجواسم) ، سجل فيها أن مدينة سيدي قاسم حاضرة جهة الغرب عودتنا على إشعاع مهرجان سينمائي عريق. وان الشاهد على ذلك: العدد 25 – فالوصول إلى الدورة 25 لا يبنى بالكلام رقم له دلالته في القيم: – الجدية – الشغف – التحمل والاستمرارية – حب الجامعة جواسم – حب مدرسة النادي السينمائي – حب الرؤية في مدرسة النادي …”
ويضيف الخيثر” حين تحمل الدورة 25 اسم المرحوم عبد الحق المبشور الكاتب العام السابق جواسم يكون للدورة طعم خاص – طعم السينفيليا – طعم الثقافة – طعم الامتداد – بناء الانسان – وأشياء أخرى “.
في هذه السياقات نظمت دورة مهرجان الفيلم المغربي القصير بسيدي قاسم ندوة تحت شعار “النادي السينمائي مدرسة الرؤية” ، النادي كفضاء للثقافة بامتياز، للفن وللجمال وفضاء التربية، فضاء السينما و فضاء وملتقى للفنانين والمخرجين.
حيث ساءلت أرضية ندوة “النادي السينمائي مدرسة الرؤية” حول قضايا متعددة، حول السينيفيليا، الثقافة، عشق السينما، مدارس السينما، متعة السينما، ومتعة القراءة والتحليل… التصور الجديد لوظيفة النادي..
الناقد محمد باكريم في مداخلة له أكد أن الفضل له في السينما هو فضل للنادي السينمائي، فهو المدرسة السينمائية و الاسلوب، عوخروج من الفضاء الذاتي إلى الفضاء العمومي ، من الصمت والخجل إلى القوة..
وأضاف المتحدث أن النادي السينمائي هو تطوير القدرات الذاتية للمواطن العصري و مدرسة للمواطنة ، مدرسة للرؤية، فالفيلم بمثابة قناة للانفتاح على العالم، على رؤى، وعلى عوالم اخرى.. و النادي أيضا فضاء للمقاومة الثقافية، الهروب من إملاءات انتاج السينما العالمية، تجربة نيتفليكس، فالعودة للنادي فرصة للتأمل في الصناعات الثقافية الاخرى البديلة.
المداخلة الثانية كانت للمخرج الشريف محمد الطريبق ،الذي تساءل من هو السينيفيلي ؟ ما هي المقاييس ؟ مسجلا ان التبأير ، فرجة تنتج المعنى من خلال المناقشة والكتابة والتوجيه.
النادي السينمائي كان فضاء للتنوع الثقافي والسينمائي، مسترجعا فترة دي في دي ،التي بصمت المرحلة، حيث أتاحت وفرة الأفلام و علاقة استهلاكية ، لكن أبرز الافلام هي التي أطرها النادي السينما.
اما المرحلة الحالية، يضيف الطريبق، فهي مرحلة المنصات، صراع بين الشركات وكتاب السيناريو بعيدا عن المخرجين، تهيمن عليها أفلام البطل الكبير، ويهمين عليها فاعلين تقنيين ليسوا هواة السينفيليا.
وختم المخرج ذاته بالقول أن المشاهدة عبر الهاتف أو الحاسوب لا علاقة لها بالمشاهدة في القاعات السينمائية، فالعرض في القاعة لا مثيل له،
ومشاهدة الفيلم في النادي يتيح تعدد المقاربات والتحليل.
أما المداخلة الثالثة والأخيرة فكانت للجامعي والروائي والناقد محمد صولة،الذي أكد أن الموضوع يطرح عدة قضايا، ماهي وظيفة النادي السينمائي الأصلية ؟مسجلا أن هناك متغيرات جديدة، حيث إدراج السينما في الجامعة، وفي الثانويات،لنشر جمالية ثقافية تربوية.
وشدد صولة أن الرؤية بالنادي تهم أبعادها الجمالية،كرؤية استعارة جمالية، متحدثا عن تجربة السينما والرؤية كما دشنها الاخوة لوميير ،
متسائلا هل هناك رؤية موحدة بالنادي ؟ هل هناك رؤية الاخراج واحدة في الفيلم ؟ كيف يمكن القبض على الرؤية في السينما ؟ وماهي وظائفها التداولية.. ؟.
واختتمت الندوة بتعقيب المتدخلين على أسئلة الحضور تفاعلا مع ما جاء فيها من أفكار وآراء حول النادي السينمائي بين الواقع والمآل وسبل التطوير.