أين أنت يا رئيس الحكومة بين مواجهة الخصوم والاستجابة لمطالب الشعب ..؟

0

24ميديا:بقلم الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافين المغاربة

يظهر أن رئيس الحكومة في مواجهته لخصومه السياسيين الطبيعي بالنظر لقيادته لأغلبية حزبية في الحكومة الحالية، تقتضي وجود معارضة حزبية في مقابلها، كما ينص على ذلك ويتبناه أي نظام سياسي ديمقراطي، حيث لم يفصل هذه المواجهة السياسية الحزبية وما يجب عليه اتجاه احترام وتفعيل تطلعات الشعب المشروعة في التغيير والإصلاح والتنمية، التي لا يمكن أن تكون بدون مشاركة المعارضة التي تدافع عن هذه التطلعات للشعب، ولا مفر له من إيجاد آليات هذه المشاركة التي تسمح بالإنصات والتطبيق والاستجابة، ودون ذلك ستكون مواجهة الخصوم من قبل رئيس الحكومة عبثية وانتقامية ومغيبة لهذه التطلعات التي لن تتمكن الأغلبية الحكومية من ترجمتها في إطار واقعها وتدبيرها الراهن للشأن العام من منظور برنامجها الانتخابي، الذي تفضحه تغراته وجوانب القصور التي يقوم عليها في أفق التجاوب مع مطالب الشعب المشروعة التي تتبناها          المعارضة ضد الأغلبية الحكومية الحالية.

إذن، من واجب رئيس الحكومة أن لا يتوغل في مقاومة ومواجهة خصومه على حساب الإنصات والاستجابة لما يعبر عنه الشعب عبر المعارضة الدستورية، التي يجب على الأغلبية الحكومية الحالية أن لا تقلل من شأنها أو تعمل على إضعافها المؤسساتي من خلال رفض مواقفها واقتراحاتها وانتقاداتها الإيجابية، التي تساعد على تصحيح الأخطاء ومعالجة جوانب النقص في السياسات العمومية التي تسهر على تنفيذها الحكومة الحالية.                          

نحن مع رئيس الحكومة، من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، انسجاما مع مواقف خصومه السياسيين، إنما نختلف معه في منهجية تعامله مع الإكراهات والقضايا المجتمعية المطروحة، التي يعتبر من يواجهه فيها ضمن هؤلاء الخصوم السياسيين الحزبيين والنقابيين، الذين يبحثون عن ما يساعدهم على تحسين صورتهم وأدائهم في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .. فهذا لا يهمنا، نظرا لمشروعية مواجهته الدستورية والقانونية والحزبية، والصراع الديمقراطي يفرض هذه المواجهة بين الأغلبية الحكومية والمعارضة التي تواجهها في المؤسسات المعنية بتصريف مواقف الطرفين.                                                               

ونتمنى أن يرتقي الصراع بين الأغلبية والمعارضة داخل هذه المؤسسات، بما يساعد على زيادة ثقة المواطنين الناخبين في الأداء الحكومي والبرلماني، وفي العمل الحزبي والنقابي والسياسي، ونظن أن رئيس الحكومة يؤمن بمصداقية وشرعية الصراع الديمقراطي بين الأغلبية والمعارضة باعتباره أساس صلابة وقوة النظام الديمقراطي، التي يسعى الجميع إلى تكريسه في الوطن، بعيدا عن الشعور بالغرور في إمكانية استمرار السيطرة الانتخابية إلى ما لا نهاية .. خصوصا، أن المؤشرات على الوعي المجتمعي تؤكد عكس ما يشعر به رئيس الحكومة وأغلبيته، في ظل ميزان القوى الراهن الذي تأثر بجوانب التقصير التي تلاحظ على التدبير الحكومي في جميع المجالات، والتي يعترف رئيس الحكومة بمخاطرها على شعبية حزبه في الاستحقاقات المقبلة، في الوقت الذي تزايد فيه سخط وغضب السواد الأعظم من المواطنين على منهجية تعاطيه مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية المطروحة، والذي لا تواجهه أطراف المعارضة كما يؤمن بذلك رئيس الحكومة، الذي يعتقد عكس ذلك بواقعية وجدية الإجراءات والتدابير والقرارات التي يتخذها، التي اتضحت معالم فشلها وقصورها للجميع، بما في ذلك حلفائه في الحكومة الذين أصبحوا يعبرون عن ذلك في الوقت الراهن، وهذا ما يحرضنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، اتجاهك يا رئيس حكومتنا، عسى أن تتفهم مشروعية الانتقادات التي توجه إلى تدبيرك الذي لم يراوح مكانه حتى الآن، رغم كل محاولات تجميله وتلميعه التي تقوم بها مع وزرائك.                                                                                                                  

لن نغازلك يا رئيس الحكومة، حول ما يجب أن تكون عليه في قيادة أغلبيتك البرلمانية والحكومية، وسنظل على نهجنا النقدي والاقتراحي والتنويري، الذي قد لا تنتبه إليه، وسنكون معك كلما أحسنت في تدبيرك الحكومي والسياسي والاقتصادي والإداري والاجتماعي والثقافي، الذي تتبناه في برنامجك الحكومي والانتخابي، متى تجاوب مع تطلعات الشعب المشروعة، وكنت حريصا على ترجمتها في إطار الإمكانيات والوسائل المتاحة لك، وهذا ما يميز رؤانا عن باقي الأطراف الأخرى التي تحرص على أن تظل على مسافة واضحة مع ما يطرح من رؤى في المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي، سواء كانت معارضة أو مؤيدة لتدبيرك الراهن، سواء الحكومي أو البرلماني، وسنكون سعداء إذا ما كانت لمواقفنا استجابة، سواء من الأغلبية أو المعارضة لما يخدم مصالح الوطن والمواطنين، وذلك أضعف الإيمان ..  ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن لغة المجاملات والمدح المجاني قد ولى زمنها، في إطار النظام الديمقراطي الذي لا يعترف إلا بلغة الشفافية والمسؤولية والفعالية التي تضفي المصداقية على السلوكات والمواقف، خاصة المرتبطة بالشأن العام الذي يقتضي الوضوح والالتزام والحماس ونكران الذات، ونرجو أن يقلل رئيس الحكومة من حدة غضبه وانفعاله اتجاه مواقف خصومه، حيث يؤكد لهم قوة حرصه على احترام مشروعية النظام الديمقراطي الذي يعيش فيه الوطن، والذي يجتهد فيه الشعب وجلالة الملك من أجل تطويره وتحديثه وتكريسه في كل جوانب حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.                                                                               

 

ما نختم به هذه المقاربة حول العلاقة بين مواجهة الخصوم والاستجابة لتطلعات الشعب المشروعة يا رئيس الحكومة، هو أنك مسؤول على حكومتك وأغلبيتك التي تقتضي منك سعة الصدر والتحمل للنقد الذي يساعدك على احتواء السلبيات والمشاكل، التي تعترض أداء حكومتك وأغلبيتك، وإنه لا أغلبية حكومية قوية بدون وجود معارضة شعبية قوية .. وبالتالي، أن الاختلاف في المنهجية والتحليل والمواقف بين الأغلبية والمعارضة لا يؤثر سلبيا على أدائهما إذا كانا معا في خدمة الوطن والمواطنين  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.