لترفع إعانتها الاجتماعية بإسبانيا… أمّ جزائرية تُفقد ابنها بصره عمداً
في حادثة مروّعة هزّت الرأي العام الجزائري والإسباني، كشفت وسائل إعلام فرنسية عن توقيف امرأة جزائرية بعد أن أقدمت، طيلة أشهر، على سكب سائل مُهيّج في عيني طفلها البالغ من العمر سنتين، في محاولة متعمّدة لإصابته بالعمى، وذلك من أجل رفع قيمة المساعدات الاجتماعية التي تتلقاها.
ووفق ما أوردته مجلة La Revue Afrique، فإن التحقيقات الأولية بيّنت أن الأم كانت تستغل ضعف الرعاية الاجتماعية لتختلق مأساة إنسانية، طمعاً في تعويضات مالية أكبر. غير أن الصدمة الكبرى تمثلت في اكتشاف أن ابنتها ذات السبع سنوات، التي وصلت حديثاً من الجزائر وهي فاقدة للبصر، قد تكون بدورها ضحية للأفعال الإجرامية نفسها.
وأعادت الحادثة التي وُصفت بـ”المرعبة” من طرف السلطات، إلى الواجهة النقاش حول تفاقم الأوضاع الاجتماعية في الجزائر، حيث يُتهم النظام بالعجز عن حماية الأطفال من الفقر والاستغلال، وسط انهيار منظومة القيم وتراجع الثقة في مؤسسات الرعاية.
ويرى مراقبون أن هذه الجريمة ليست معزولة عن السياق العام الذي تعيشه البلاد، إذ تتقاطع فيه المآسي الإنسانية مع غياب العدالة الاجتماعية، وانسداد الأفق الاقتصادي الذي يدفع فئات هشة إلى سلوك طرق شاذة ومأساوية بحثاً عن النجاة.
وفي انتظار نتائج التحقيقات، تبقى صورة الطفل الذي أُحرِم من بصره على يد والدته، رمزاً مؤلماً لانهيار القيم الأسرية، ولواقع اجتماعي مأزوم لم تعد فيه البراءة في مأمن من الطمع واليأس.