غوغل تقول للجزائر: لا خطوط رمادية بعد اليوم… الصحراء مغربية

في حدثٍ رمزيٍّ لكنه بالغ الدلالة، قامت شركة “غوغل” العملاقة بتحديث خريطتها العالمية لتظهر الصحراء المغربية جزءاً لا يتجزأ من التراب الوطني للمملكة المغربية، في خطوةٍ تشكل اعترافاً رقمياً صارخاً بما بات اليوم حقيقة سياسية ودبلوماسية راسخة.

وجاء التحديث ساعاتٍ فقط بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار التاريخي 2797، الذي كرّس نهائياً مبادرة الحكم الذاتي كحلٍّ وحيد واقعي وذي مصداقية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لتتحول شاشة “غوغل مابس” إلى شاهدٍ رقمي على التحول العميق الذي تعرفه قضية الوحدة الترابية للمغرب.

ولم يكن ما أقدمت عليه “غوغل” مجرد تعديلٍ تقني على تطبيقٍ إلكتروني، بل خطوة ذات رمزية دولية كبرى. فالمعركة حول الصحراء لم تكن يوماً فقط في أروقة الأمم المتحدة، بل أيضاً في فضاء الصورة والرؤية والتمثّل.

واليوم، تُعيد أكبر منصة خرائط في العالم رسم الجغرافيا وفق منطق الحقيقة لا الوهم، لتضع حدّاً لخطوطٍ كانت تُغذي سرديات الانفصال في الفضاء الرقمي.

وعلى تطبيق “غوغل مابس”، تظهر خريطة المغرب الآن كاملةً من طنجة إلى لكويرة، بدون أي خطوطٍ رمادية أو حدودٍ متنازع عليها. مشهد بسيط في شكله، لكنه يمثّل في جوهره ترجمة رقمية لانتصارٍ دبلوماسيٍّ متكاملٍ حققته المملكة خلال العقدين الماضيين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من قضية الصحراء محوراً ثابتاً في السياسة الخارجية المغربية.

ويأتي هذا التحديث في سياقٍ تتراكم فيه الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء، سواء من خلال فتح أكثر من 30 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة، أو من خلال القرارات الأممية الأخيرة التي ثبّتت منطق الحل السياسي الواقعي والمقبول للطرفين.

وبينما كانت بعض الأطراف تراهن على استمرار الغموض في المنصات الرقمية العالمية، جاء هذا القرار من “غوغل” ليؤكد أن الزمن الرقمي لا يعترف إلا بالحقائق، لا بالأوهام.

واللافت أن هذا التحديث تزامن مع موجة احتفاء شعبي ورسمي في المغرب بعد تصويت 11 دولة في مجلس الأمن لصالح القرار 2797، ما جعل هذا اليوم محطة مفصلية في مسار تثبيت مغربية الصحراء، ليس فقط في الوثائق الأممية، بل أيضاً في الفضاء الرقمي الذي يشاهده مئات الملايين حول العالم.

ويُجمع المراقبون على أن ما تحقق اليوم هو ثمرة نجاح الدبلوماسية المغربية في جميع مستوياتها، بما في ذلك الدبلوماسية الرقمية التي باتت سلاحاً ناعماً في معركة الصورة والمعلومة. فالمغرب، الذي استطاع أن يفرض سرديته الواقعية في المنتظمات الدولية، بات اليوم يفرضها أيضاً على الإنترنت، حيث تلعب الخرائط دوراً محورياً في تشكيل الوعي الجغرافي للأجيال القادمة.

كما يُتوقع أن تُعزّز هذه الخطوة ثقة الشركات العالمية في الاستقرار السياسي والوضوح الترابي للمغرب، ما سيُترجم مستقبلاً إلى استثماراتٍ جديدة في الأقاليم الجنوبية، التي أصبحت اليوم فضاءً واعداً للتنمية والابتكار، ومعبراً محورياً نحو إفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.