رافعة “بوكر” : كيف حوّلت شركة ألمانية حادثة سرقة اللوفر إلى حملة تسويقية عالمية

في سابقة غريبة أثارت جدلاً واسعاً، تمكنت شركة “بوكر” (Böcker) الألمانية من تحويل حادثة سرقة مدوية إلى حملة إعلانية غير مسبوقة. فبعد أن استخدم اللصوص رافعتها في تنفيذ عملية سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، لم تفوّت الشركة الفرصة لتسويق منتجها بطريقة مثيرة للانتباه.

ونشرت الشركة عبر حساباتها الرسمية صورة للرافعة الممتدة إلى الطابق الأول من المتحف، وهي الأداة ذاتها التي استعملها اللصوص للصعود وإنجاز عمليتهم في دقائق معدودة. وأرفقت الصورة بعبارة مثيرة للجدل:“عندما تحتاج إلى التحرك بسرعة”

المنشور أثار موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين اعتبروا الخطوة ذكاءً تسويقياً فريداً، ومعارضين رأوا فيها استغلالاً لحادثة جنائية لأغراض دعائية.

ويرى خبراء التسويق أن هذه الخطوة، رغم جرأتها، سلّطت الضوء على قدرة الشركة على تحويل أزمة إلى فرصة ترويجية، إذ انتشر اسم “بوكر” عالمياً خلال ساعات، وتحوّل النقاش حول السرقة إلى نقاش حول جودة منتجاتها وسرعتها.

من جهتها، لم تؤكد الشركة علاقتها بالحادثة أو معرفتها المسبقة باستخدام رافعتها في الجريمة، لكنها استثمرت الجدل بذكاء لتأكيد كفاءة معداتها، حتى في “الظروف غير المتوقعة”.

ورغم الانتقادات الأخلاقية، تبقى هذه الواقعة مثالاً صارخاً على قوة التسويق اللحظي (Real-time Marketing)، وكيف يمكن لحدث سلبي أن يتحوّل إلى أداة قوية لبناء العلامة التجارية، شرط أن يُدار بحذر وذكاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.