مشاهد من التعليم العمومي
الحدث24:محمد بوبلاح
اللغة ليست طيعة في وصف المشهد ،ولا سهلة في استيعاب صورة تلامذة بأجسام طفولية صبيحة يوم بارد وهم يمتطون عربة يجرها بغل نحيف في اتجاه مؤسساتهم التعليمية ،حياة بئيسة يعيشها هؤلاء وهم يتنقلون كل يوم وكأنهم يحاولون تدجين معاناتهم القاسية إلى حياة دافئة دون التفاتة لمسؤولين في وزارة التربية لتوفير لهم نقلا يحفظ كرامتهم ويقيهم أخطار الطريق ،أو تدخل للجماعات المحلية درء للأخطار المحدقة التي تتربص بهم في الطرقات. وآخرون ذكورا وإناثا يقطعون المسافات للوصول إلى مؤسساتهم التربوية مشيا على الأقدام في القرى والبوادي قيل عنها أنها عمومية ويضخ لها ميزانيات ضخمة لكن لعنة الفقر لازالت تلتصق بها ،فجلها تهاوت بفعل الزمن وبدت كئيبة ،مفتقرة للوسائل ,وطاولات رثة أو مكسرة وجدران تندر بالخطر الداهم في كل لحظة وحين ،هل هو تخل على مدرسة ربت أجيالا وبوأتها مراتب في عدة مجالات ؟ سؤال يلح على جواب مقنع دون تغليفه أوتنميقه بكلام الوهم. يلاحظ كذلك بعض الفتيات المتمدرسات وهن يساعدن آباءهن في الحقول والضيعات كمشتغلات بأجور هزيلة أثناء عطلتهن ،مشاق عسيرة منذ الساعات الأولى إلى غروب الشمس ،لمقاومة الزمن بصبر وجلد،لكنهن يحضرن إلى فصولهن الدراسية وأخذ حظهن من التربية والتعليم،أما التلاميذ الذكور فبعضهم يبيع أشياء بسيطة في الأسواق أو على جنبات الطرقات ،إنه الفقر الذي يحاول أن يهزمهم بلا هوادة. النيابة التعليمية بسيدي سليمان تأخذ حظها الأوفر من معاناة التلاميذ ،ليستمر الهذر المدرسي بعد فشل دراسي لم يكونوا سببا فيه بل يتعدى طموحاتهم الجميلة ،فهذه مؤسسة تعاني الخصاص من الأساتذة وأخرى تعاني الاكتظاظ بفعل ضم المستويات ،وأخرى تعيش الخصاصة في الوسائل التعليمية ,,,وقس على ذلك ،حتى يخيل إلى المرء أن الأمر خارج على السيطرة ،وان المدرسة العمومية تعيش آخر لحظاتها ،وأن الخيمة نصبت لتقديم العزاء