رحيل الطيار المغربي صالح حشاد أبرز وجوه تاريخ الطيران الحربي

لبى نداء ربه امس السبت 13 شتنبر 2025 بالقنيطرة الطيار المغربي صالح حشاد عن عمر يناهز 86 عاماً، مخلفاً وراءه إرثاً استثنائياً يجمع بين الريادة العسكرية وشهادة موثقة على أقسى محطات التاريخ الحديث للمغرب.
برحيل الطيار صالح حشاد، يكون المغرب قد طوي صفحة أخرى من تاريخه العسكري والسياسي، المرتبط بسنوات الرصاص والانقلابات الفاشلة، تاركا خلفه سيرة مليئة بالأحداث المأساوية والبطولات الجوية على حد سواء.
حشاد ابن مدينة بني ملال التحق بالمدرسة العسكرية بمراكش سنة 1957، تلقى تدريبه في فرنسا ليصبح أحد الطيارين المقاتلين الأوائل في المغرب. في ستينات القرن الماضي، حلّق على مقاتلات “ميغ” السوفيتية وشارك في استعراضات جوية رسمت بدايات القوة الجوية المغربية، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ليحترف قيادة طائرات “إف-5”، ليعود إلى قاعدة القنيطرة قائدًا لسرب ومشرفًا على العمليات، حاملًا رسالة جيل كامل من الطيارين المغاربة.
وشارك الطيار المغربي حشاد في مرافقة الطائرة الملكية العائدة من فرنسا صيف1972. وبعد فشل محاولة الانقلاب جرت إعتقالات واسعة، شملت صالح حشاد وزملاؤه، فيما أُعدم كثير من الضباط والطيارين. وحُكم على حشاد بالسجن عشرين عاما، قضى منها ثمانية عشر عاما داخل جحيم سجن تزمامارت السيئ الذكر، قبل أن يفرج عنه بعد سنوات طويلة من المعاناة التي وثقها لاحقا في شهادات وكتب..
بعد خروجه، لم يختفِ حشاد عن التاريخ، بل اختار أن يقوم بتوثيق شهاداته حول نشأة سلاح الجو الملكي وتجربة السجن، ويحول مرارة الاعتقال إلى مادة حية للذاكرة الوطنية، تكشف الوجه الخفي لمرحلة عصيبة وتخلّد ذكريات جيلٍ كامل من الطيارين الذين أسسوا القوة الجوية المغربية.
.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.