مولاي بوسلهام واجهة سياحية واعدة في منطقة الغرب رغم بعض السلبيات

*موقع استراتيجي وجاذبية ساحلية
تقع منطقة مولاي بوسلهام على الساحل الأطلسي ضمن جهة الغرب، على مقربة من المدن الكبرى مثل القنيطرة (75 كم)، وسوق أربعاء الغرب (44 كم)، وتبتعد حوالي 120 كم عن طنجة، ما يجعلها وجهة مثالية لرحلات نهاية الأسبوع ومقصدًا متاحًا لعشاق الهدوء والطبيعة .

*أصل تاريخي وروحي
تنسب المدينة اسمها إلى الولي الصالح “مولاي بوسلهام” الذي يُعتقد أنه قدم من مصر واستقر بالمنطقة، قبل أن يُدفن هناك بعد مشاركته في “معركة الملوك الثلاثة” عام 1578. يوجد ضريحه الذي طالما جذب الزائرين لأداء الزيارة والتعبد، ما أضفى على المكان طابعًا روحانيًا إلى جانب المنظور السياحي .

*محميّة طبيعية فريدة – الالزرقاء
المرجة الزرقاء، أكبر المواقع الرطبة في المغرب، تُعَد مقرًا لهجرة مئات أنواع الطيور المائية، نحو 100 نوع و60٪ من إجمالي الطيور المائية المغربية، ما يجعلها منطقة بيئية عالمية مصنفة ضمن قائمة للمناطق الرطبة ذات الأهمية البارزة . وتوفر هذه المحمية رحلات بالقوارب لمراقبة الطيور، وهي تجربة تجذب عشاق التصوير والطبيعة .

*شاطئ متنوع ومغامرة طبيعية
يمتد ساحل مولاي بوسلهام على عشرة كيلومترات، ومقسّم إلى عدة “مسابح” طبيعية، وأشهرها “هاواي”، حيث الرمال الذهبية والمحيط المفتوح . ويُعد كذلك وجهة لعشّاق ركوب الأمواج والمبتدئين، مع مدارس محلية تقدم دروسًا ضمن أجواء طبيعية مريحة ومتكاملة .

*التجربة الثقافية والمأكولات الطازجة
المدينة تقدم تجربة تقليدية حقيقية بعيدًا عن زحمة الوجهات السياحية، حيث يمكن للزائر استكشاف أسواق السمك، وتذوّق مأكولات بحرية طازجة بأسعار معقولة، كالسردين بـ20 درهم للكيلو والأسماك المختارة بـ70 درهم، مع إمكانية إعدادها حسب الطلب مقابل رسوم رمزية . كما يتفاعل الزائر مع السكان المحليين بطريقة طبيعية تعكس الأصالة والدفء المجتمعي .

*مغامرات واستكشافات طبيعية متنوعة
إلى جانب المراقبة الصامتة للطبيعة، يمكن القيام بنزهات على الأقدام عبر الكثبان والشواطئ، أو الذهاب سيرًا لاستكشاف مشاهد الغابة القريبة، والاستمتاع بمناظر بانورامية تأخذ الأنفاس .

*تحديات وفرص تنموية
رغم ما تزخر به من إمكانات، تُعاني مولاي بوسلهام من بعض التحديات، أبرزها ضعف البنية التحتية، ومحدودية خدمات النقل والرعاية الصحية، بالإضافة لتذبذب النشاط الاقتصادي الموسمي . لكن هذه التحديات تُوازيها فرص للاستثمار في قطاع السياحة البيئية، تطوير السكن المستدام، ودعم الأنشطة الثقافية البيئية.

وتقترن مولاي بوسلهام بسحر الطبيعة وصدق المجتمع، ما يجعلها وجهة واعدة تتخطى مجرد البحر والرمال. بتعزيز البنية التحتية واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية، يمكن لهذه الوجهة أن تكتسب شهرة أكبر كسياحة بديلة تجمع بين الاسترخاء والاستكشاف.

رغم ذلك الا ان هناك العديد من الجوانب السلبية التي تواجه موقع مولاي بوسلهام السياحي في منطقة الغرب:

1. ضعف البنية التحتية الأساسية

الطرق المؤدية إلى القرية وبعض مناطق السياحة غير معبدة أو في حالة متدهورة، مما يصعب الوصول إلى المكان بسهولة خاصة في موسم الذروة.
نقص مواقف السيارات وعدم تنظيمها بسبب ازدحام وتأخير للزوار.

2. محدودية الخدمات السياحية

قلة الفنادق والمنتجعات ذات الجودة العالية، مما يحد من جذب السياح الباحثين عن إقامة مريحة ومتميزة.

نقص في الخدمات الصحية والطبية الطارئة، خصوصًا للزوار الأجانب أو العائلات.

3. الافتقار للترويج السياحي المكثف

ضعف الحملات الإعلامية والتسويقية للمنطقة مقارنة بوجهات أخرى، ما يقلل من شهرة مولاي بوسلهام كوجهة سياحية في المغرب.

4. الضغط البيئي والتدهور المحتمل

تزايد أعداد الزوار في موسم الصيف قد يؤدي إلى تلوث الشواطئ والمناطق الطبيعية، ويشكل تهديدًا على المحمية الطبيعية (مرجة الزرقاء) إذا لم تُدار بشكل مستدام.

قلة الوعي البيئي بين بعض الزوار والسكان المحليين قد تسبب مضارًا للبيئة الطبيعية.

5. الاعتماد على الموسم الصيفي فقط

اقتصاد المنطقة السياحي يعتمد بشكل كبير على فترة الصيف فقط، ما يسبب تذبذبًا في الدخل وفرص العمل خلال بقية السنة.

6. نقص الاستثمار في الأنشطة الثقافية والترفيهية

قلة الفعاليات الثقافية والسياحية المنظمة التي من شأنها إطالة مدة إقامة الزائر وزيادة التفاعل مع المجتمع المحلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.