سلسلة المساجد المغربية:المسجد الأعظم بتازة يتميز بثريا معلقة تزن 32 قنطار

0

 

ترتبط المساجد بالمغرب تاريخيا بحضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت على حكمه، وتعكس هذه الصروح الدينية والحضارية إبداع الفن المعماري المغربي الذي يجمع بين ثقافات متعددة وحضارات مختلفة، حيث تتميز مساجد بلادنا بطرازها الفريد الغني بالتراث المعماري الإسلامي وبالخصوص الحضارة الأندلسية التي أصبحت سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية.

ولعل ما يميز المساجد التاريخية في المغرب هو هندستها وما اشتملت عليه من أنماط زخرفية وأسلوب تقليدي في بناء القباب والصومعات والمآذن وتزيينها بالزخرفة الأندلسية، إضافة إلى ضخامتها وتناسقها وجمالية النوافذ والابواب والحدائق وبرك الماء التي تحيط بها.

الحدث 24 تسافر بكم في سلسلة رمضانية عبر الزمن الى استكشاف بعض المعالم من هذا الموروث الديني والعلمي وتسلط الضوء على مساجد مختلفة من مدن مختلفة بمغربنا الحبيب.

 

المسجد الاعظم او المسجد الكبير بتازة

بني المسجد الاعظم بتازة القريب من باب الريح من قبل السلطان الموحدي عبد المومن، في فترة ما بعد1142 م ويعد بذلك من المباني الابرز في المدينة العتيقة لتازة،كما يشكل بذلك نموذجا متميزا للعمارة الموحدية، التي تعكس عبقرية الصانع المغربي وجمالية الفن الأندلسي الأصيل والغنى الحضاري والتنوع الثقافي للمدينة وحسب كتاب الاستبصار فقد استكملت جدرانه في 1172 اما توسعته فقد تمت في عهد المرينيين بين 1292-1293.

ويحظى المسجد الأعظم بمكانة عظيمة لدى الساكنة والعلماء وأهل الذكر٬ كما ما يزال شاهدا على حضارة وعمق تاريخ تازة٬ ويعتبر من أهم المعالم التاريخية منذ أن بناه الموحدون في أوائل القرن السادس الهجري٬والمرينيين هم من أتموا الشطر الثاني منه بإضافة ست بلاطات وقبة مشرفة على المحراب٬ والتي تعتبر من أبدع القباب تصميما وزخرفة وأجملها رونقا وفتونا.

وقع تجميل المسجد بثريا فريدة من نوعها٬حيث أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694 ه ٬ وتزن 32 قنطارا مصنوعة من البرونز ويحيط بها 514 سراجا وهاجا تضاهي جمالا وبهاء وعظمة مثيلاتها في المساجد الحديثة للمملكة..حتى عاد المسجد الاعظم يشتهر بين عامة الناس بالثريا الكبيرة (مع نقش) ومنقوش عليها أبيات الشعرية هذا مطلعها:

يا ناظرا في جمالي حقق النظرا *** ومتع الطرف في حسني الذي بهرا

أنا الثريا التي تازا بي افتخرت *** على البلاد فما مثلي الزمان يرى.

ويعتبر المسجد الأعظم٬ الذي يكبر جامع القرويين من حيث المساحة٬ معلمة دينية قائمة الذات٬ احتفظت ٬ وما تزال على مر الزمن ٬ بإشعاعها العلمي والتنويري بفضل دروس العلم التي تلقى بين أركانها والدور الذي تضطلع به في مجال الوعظ والإرشاد.

وتوجد في قلب المسجد الأعظم ( الجامع الكبير ) خزانة تعرف “بخزانة المسجد الأعظم” يرجع تاريخها إلى العهد الموحدي٬ حيث تضم عددا كبيرا من الكتب المخطوطة في شتى أنواع العلوم سواء كانت فقهية أو حية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.