قرار الإدانة والإهانة …

0

كتبه: خادم فؤاد

أصدر مجلس الأمن الدولي الخميس27 اكتوبر2022 قراره بخصوص الوضع في الصحراء تحت رقم 2654 بموجبه جدد ولاية بعثة الأمم المتحدة المينورسو لسنة إضافية ،كما دعم وساند جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى إيجاد حل سياسي واقعي ،عملي ،دائم قائما على التوافق .

 

القرار رقم 2654 في جوهره وروحه انتصار واضح وبين للمملكة المغربية ،ومكسب ينضاف إلى المكاسب المتراكمة خلال السنوات الماضية وهو في نفس الوقت إدانة وإهانة وهزيمة مؤلمة وموجعة للأطروحة الانفصالية التي ظلت الجزائر تدفع في اتجاه ترسيخها وتدعيمها ماليا وعسكريا ودبلوماسيا عن طريق التدليسات والاستنتاجات البعيدة كل البعد عن الحقيقة وعن الواقع .

 

أجاب القرار عن مجموعة من الأسئلة الملحة التي ظلت مطروحة عالقة دون اجابات تعترضها التأويلات والتفسيرات المغرضة ،كما حدد بوضوح في صياغته ومخرجاته الإطار السياسي للملف والفاعلين فيه والغاية منه

 

فصيغة الموائد المستديرة تبقى هي الإطار العملي الوحيد المطروحة للنقاش من خلال البناء على الأسس والإطار الدي صار عليه المبعوث الشخصي السابق هورست كوهلر في 2018 و2019 قبل تقديمه لاستقالته وهو بدلك يكون قد رسم ملامح الحل السياسي ويكون أيضا أطر مهمة ديميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام

 

كما يعيد القرار التأكيد على أن أطراف النزاع الإقليمي المفتعل  المدعوة لإيجاد حل سياسي بحسن نية وبروح منفتحة هي الجزائر والمغرب وموريتانيا والجبهة الانفصالية وهده الصيغة تخيف وترعب الجزائر التي ظلت تدعي بأنها مجرد طرف مراقب ،فعليها الانصياع والامتثال للقرار والجلوس للتفاوض مع باقي الأطراف للبحث عن حل سياسي يطبعه التوافق والواقعية .

 

الان السؤال الدي سيبقى مطروحا إلى حين …..بعد صدور هدا القرار عن مجلس الأمن وهي أعلى هيأة تنفيذية للأمم المتحدة ، هل تسارع الجزائر لاغتنام هده الفرصة بحسن نية وبروح منفتحة وتغلب منطق العقل ومنطق الحكمة والتبصر والانخراط طوعا في البحث عن حل لهدا النزاع  الإقليمي المفتعل بنفس القدر وبنفس حجم مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية في صناعتة وإدامته ؟

 

الجواب الأكيد الدي لايحتاج الى الكثير من النباهة والتمييز ،الجزائر لن تسلم ولن تستلم بهده السهولة ،فكل المؤشرات والمعطيات والوقائع تؤكد بما يدع أي مجال للشك أو التخمين أن جنرالات الجزائر سيحاولون يائسين إعادة خلط الأوراق و ضبط إيقاع هدا الانهيار والانكسار ومن يتصور غير دلك فهو واهم.

 

لازال في جعبة الجنرالات فائضا من التعنت و الحقد و الغل والكراهية والمكابرة وسيحاولون بدون أي كلل أو ملل إدارة التناقضات وتدبير الاختيارات الفاشلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.