سلسلة المساجد المغربية: المسجد المحمدي بحي الاحباس بالبيضاء صممه المهندس الفرنسي kadet

0

 

ترتبط المساجد بالمغرب تاريخيا بحضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت على حكمه، وتعكس هذه الصروح الدينية والحضارية إبداع الفن المعماري المغربي الذي يجمع بين ثقافات متعددة وحضارات مختلفة، حيث تتميز مساجد بلادنا بطرازها الفريد الغني بالتراث المعماري الإسلامي وبالخصوص الحضارة الأندلسية التي أصبحت سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية.

 

ولعل ما يميز المساجد التاريخية في المغرب هو هندستها وما اشتملت عليه من أنماط زخرفية وأسلوب تقليدي في بناء القباب والصومعات والمآذن وتزيينها بالزخرفة الأندلسية، إضافة إلى ضخامتها وتناسقها وجمالية النوافذ والابواب والحدائق وبرك الماء التي تحيط بها.

الحدث 24 تسافر بكم في سلسلة رمضانية عبر الزمن الى استكشاف بعض المعالم من هذا الموروث الديني والعلمي وتسلط الضوء على مساجد مختلفة من مدن مختلفة بمغربنا الحبيب.

 

*المسجد المحمدي بحي الاحباس بالدر البيضاء

ينتصب المسجد المحمدي شامخا وسط حي ينضح بالثقافة وعبق التاريخ بالعاصمة الاقتصادية البيضاء، ولعل ما يميزه ،بالاضافة الى حمولته الروحية، هو معماره الفريد وهندسته الرفيعة وامتداده الزمني الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

ويرجع اسم المحمدي نسبة للسلطان محمد بن يوسف الذي أمر بتأسيسه سنة 1355هـ، وكان يزوره بانتظام أثناء فترة البناء.اما التصميم فكان من إنجاز المهندس الفرنسي kadet الذي شرع في البناء فيه بتاريخ 29 يونيو 1934م.

وتبلغ مساحته 4500 متر مربع، وتخترقه سبعة أبواب، تنتشر على الواجهات الثلاث للمسجد، يأخذ منها الباب المشرف على ساحة المسجد مرتبة الباب الرئيسي.اما بالنسبة لشكله الهندسي فهوغير منتظم.

تشتمل قاعة الصلاة على أعمدة يصل عددها إلى ستين عامودا، تتوزع على أحد عشر بلاطا طوليا متعامدا مع جدار القبلة، على سبعة بلاطات عرضية.ويغلب على الأعمدة الشكل  الهندسي المربع أو المستطيل، غير ان  أهم ما يثير الانتباه في تصميم الأعمدة هي أعمدة جدار القبلة، وأعمدة  البلاط المشرف على الصحن، وهي أعمدة متعددة الأضلاع تصل إلى إثني عشر ضلعا.

يضم المسجد المحمدي مجموعة من الثريات يفوق وزن أحدها 3 طن.وتتسع جنبات هذا المسجد لأزيد من ستة آلاف مصل.

المسجد المحمدي بالاحباس تعرض لتآكل بعض جنباته، ولذلك قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بترميم وإصلاح سقفه وتم تجديد شبكة الماء والكهرباء سنة 2007.

اما صحن المسجد المحمدي فيشبه المساجد الأندلسية، حيث تبلغ مساحته  900 متر مربع تتوسطها نافورة كبيرة من الرخام .

اضافة الى ذلك توجد نافورتان كل واحدة تظللها قبة بها زخارف رائعة على الجبص والخشب، وتمنح للمتوضئين فضاءا روحيا خاصا.

ونظرا لقربه من القصر الملكي العامر فان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سبق له أن أدى صلاة الجمعة ، خمس مرات بهذا المسجد (01 أبريل 2005 / 21 أكتوبر 2005/ 07 دجنبر 2012 / 26 شتنبر 2014/ 02 يونيو 2017).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.