الحدث 24
في لفتة مثيرة، اجتذب الأترج المغربي اهتمام الحاخامات الإسرائيليين خلال الأيام الماضية، بعد أن قام الحاخام حاييم أمسيلي، أحد أبرز ممثلي جماعة “بني هاتوراه” وعضو مجلس مدينة أشدود، بعرض ثمار الأترج النادر من المغرب على كبار الحاخامات بينهم الحاخام مائير أبوحصيرا. الأترج المغربي المعروف باسم “ثمرة الشجرة البهية”، تم انتقاؤه بعناية فائقة من بساتين منطقة أسادس قرب تارودانت، ليكون مثالاً للجودة والدقة في اختيار المنتج الزراعي المغربي الفاخر.
ويحظى هذا النوع من الأترج بتقدير عالمي بسبب نقائه الوراثي وطعمه الفريد ورائحته المميزة، إذ لا يحتوي على أي حموضة، ما يجعله الخيار المثالي للاستخدام في الطقوس الدينية خلال عيد العرش اليهودي “سوكوت”. وقد أعرب الحاخامات عن إعجابهم الكبير بهذه الثمار، مؤكدين أنها ليست مجرد فاكهة، بل رمز للتميز والجودة، وتمثل في الوقت نفسه التوازن بين العمل الصالح والمعرفة الروحية، حيث تُنقل برائحة التوراة إلى المجتمع بأسره.
ويشير خبراء الزراعة إلى أن المغرب يتمتع بميزة تنافسية واضحة في إنتاج الأترج النقي مقارنة بأصناف أخرى تنتج في دول مثل إيطاليا وكورسيكا وإسرائيل، ما يجعل الأترج المغربي الخيار الأول عالميًا للاستخدام الديني والتقليدي. وتبرز هذه الحصيلة الجديدة مكانة المغرب في الأسواق الدولية، مؤكدًا أن منتجاته الزراعية قادرة على منافسة أفضل العلامات العالمية بفضل الجودة الاستثنائية والاهتمام بالتفاصيل في كل مرحلة من مراحل الانتقاء.
ويبقى الأترج المغربي نموذجًا حيًا لإبداع الزراعة التقليدية المغربية وقدرتها على الجمع بين الأصالة والتميّز، مما يضع المملكة في صدارة الدول المنتجة للمنتجات الفاخرة التي تتجاوز حدود الاستهلاك المحلي لتصبح رمزًا للجودة والتميز على المستوى الدولي.