الحدث 24:ن/س
أحدث يوتيوبر مغربي يُدعى “بن نسنس” زلزالاً في الأوساط العسكرية والإعلامية الإسبانية، بعدما تمكن في واقعة غير مسبوقة من التسلل سباحة إلى جزيرة إيزابيل الثانية التابعة لأرخبيل شافاريناس المحتل قبالة سواحل رأس الماء بإقليم الناظور، في تحدٍّ مباشر لأنظمة المراقبة الإسبانية.
الشاب وثّق لحظات وصوله إلى الجزيرة بكاميرته الخاصة، ونشر مقاطع فيديو يستعرض فيها المباني المهجورة والمنشآت العسكرية المتآكلة، مؤكداً أنه تحرك بكل حرية على تراب الجزيرة دون أن ترصده أي دورية أو عنصر من الجيش الإسباني المرابط هناك بشكل دائم.
الواقعة أثارت صدمة داخل المؤسسة العسكرية الإسبانية، حيث يُفترض أن هذه الجزر الثلاث (إيزابيل الثانية، الكونغريس، والملك) تُعتبر منطقة حساسة لمراقبة الهجرة غير النظامية وأنشطة التهريب في البحر الأبيض المتوسط. فكيف تمكن شاب أعزل من خرق هذا الحزام الأمني الصارم؟
وسائل الإعلام الإسبانية تحدثت عن إحراج كبير للجيش الإسباني، فيما سارعت وزارة الدفاع في مدريد إلى إعلان فتح تحقيق عاجل لتحديد مكامن الخلل الأمني، ومعرفة ما إذا كان الاختراق سببه تراخٍ في المراقبة أو استغلال مسارات بحرية لم تكن في الحسبان.
تاريخياً، تسيطر إسبانيا على أرخبيل شافاريناس منذ سنة 1848، وظلت الجزر نقطة توتر رمزية بين المغرب وإسبانيا، بحكم موقعها الاستراتيجي على بعد كيلومترات قليلة من السواحل المغربية.
الحادثة خلفت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بجرأة اليوتيوبر المغربي الذي تحدّى “الجيش الإسباني” بوسائل بسيطة، بينما اعتبر آخرون أن الواقعة تكشف هشاشة الرقابة العسكرية على مواقع يُفترض أنها محصنة ومحمية.
وبينما يستمر التحقيق الإسباني، يظل الفيديو الذي صوّره “بن نسنس” شاهداً على مغامرة غير عادية، أربكت مدريد وأعادت فتح ملف الجزر المحتلة إلى الواجهة.
