الراية المغربية رمز للبلاد وليس وسيلة ” لَشْطيحْ “

0

الحدث24:بقلم الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة

 بناء على الفصل الرابع من الدستور المغربي، الذي نص على أن علم المملكة المغربية هو اللواء الأحمر، الذي يرمز لدم الشهداء الذين حرروا هذا البلد .. تتوسطه نجمة خضراء خماسية الفروع، هذا العلم الذي يعد رمزا للمغرب .. والذي ذهبت آلاف الأرواح فداء له ودفاعا عنه .. ومن أجله ضحى المواطنون المغاربة الأحرار في الماضي بالغالي والرخيص، حيث كان ومازال من المقدسات التي لا يمكن أن تمس بسوء أو تدنس.

ومن أجل أن ترفرف هذه الراية على أرض وطن حر مستقل، ينعم بالاستقرار، فقد أدى الآباء والأجداد الثمن غاليا، وقد كلفهم ذلك أرواحهم التي استرخصوها، وبذلوها في سبيل إعلاء كلمة اللـه .. ورؤية العلم يرفرف خفاقا، ولم يكونوا في يوم من الأيام ينظرون إليه مجرد “خرقة قماش” فحسب، بل كان له في ضمائرهم حيزا كبيرا من التعظيم، لأنه أداة قوية لاستنهاض همم المغاربة للحفاظ على كرامة الوطن و وحدته الترابية.

لكن ما يحز في النفس اليوم، ويجعلنا نتساءل في استغراب كبير، هو لما يرى المرء بأم عينيه أن هذا العلم الذي هو جزء لا يتجزأ من مواطنتنا الحقة، أصبح مهملا ممزقا متسخا، نتيجة الغبار والأتربة المتناثرة بفعل الرياح النشيطة فوق مقرات بعض الإدارات المغربية العمومية، وفاقدا لأهميته وعمقه الروحي .. أو محمولا فوق أكتاف بعض الراقصات والراقصين وهم على منصات السهرات، الذين حقا يجهلون المراحل الصعبة التي مر بها هذا العلم ليصل إلى وقتنا هذا، وهو الذي كان من المفروض، بل من الأكيد أن يحظى بالعناية الكبيرة، إكراما لأرواح الشهداء المغاربة الأشاوس .. صناع المجد، الذين قدموا دماءهم لغسل عار الاستعمار، وتمهيدا لزرع حب العلم المغربي في نفوس أطفالنا ليشبوا على حب بلادهم وعلمها.
لهذا، فغيرتنا على وطننا .. وعلى علم بلادنا، هي التي جعلتنا نتطرق لهذا الموضوع .. وندق الجرس لإثارة انتباه المسؤولين من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على القيمة الكبيرة التي كان يحظى بها هذا العلم المغربي في نفوس من سبقونا، وإعطاء الدروس التي من شأنها تعليم الجيل الجديد ما كانت الأجيال السابقة توليه للعلم الوطني من أهمية وتقديس، وحثهم على أن العلم لم يوجد من أجل أن يلتحف به الناس أو يلبس في السهرات و الأعراس، إنما مكانه الخاص به هو أن يرفرف خفاقا عاليا فوق المباني العمومية، وتزين به الشوارع والأزقة خلال الاحتفالات الوطنية الرسمية، أو يعهد حمله خلال المعارك إلى من يتحلى بشجاعة وروح التضحية وعزة النفس، وليس الوضع الذي أصبح عليه في الوقت الراهن.

وأما ما أفاض الكأس، وجعلنا ننتفض، هي تلك اللحظة التي ضمتها فقرات سهرة القناة الأولى لليلة الجمعة 05 يونيو الجاري، المنقولة من مهرجان موازين .. فقد لاحظنا ولاحظ معنا كل من كتب له الجلوس أمام الشاشة الصغيرة، أن المغنية “دنيا باطمة” وهي تظهر ملتحفة بالعلم الوطني على شكل “سلهام”، وكأن العلم المغربي أصبح كساء يتخذ للزينة، بدل إعطائه الاحترام والتقدير الجدير به .. والغريب في الأمر، أنه لم يوجد في اللحظة من حرك ساكنا ولا من نهى عن منكر يرتكب في حينه أمام الملايين من المغاربة، بل وملايين من المشاهدين من جميع بقاع العالم، الذين منهم من يستغل الظرف لينعتنا بأننا شعب فقد بريق وطنيته، وخصوصا وأن الحادث يتزامن مع استمرار معركة استكمال وحدتنا الترابية.

المهم، إن كانت المغنية المعنية بالأمر أقدمت على هذه الفعلة وهي تعلم مدى فداحة غلطتها، واعتدائها على علم بلادها الذي اتخذته كلباس، فهنا تجب قراءة الفاتحة على شبابنا الذي عليه المعول لحمل المشعل، وإن لم تكن على بينة مما اقترفته من ذنب في حق الجزء الذي لا يتجزأ من مقدسات هذا الشعب الأبي، فاللوم كل اللوم على المشرفين عن السهرة من جهة، ومن جهة أخرى على مسؤولي القناة الأولى، الذين لامحالة يفقهون في هذه الأشياء، والذين كان يتوجب عليهم أن يعملوا على استخدام مقصهم لقص اللقطة، – وهذا أضعف الإيمان –

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.